بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣ - الصفحة ٣٢٨
بيان: قوله: غير خلقه أي ليس الحجاب بينه وبين خلقه إلا عجز المخلوق عن الإحاطة به. وقوله: محجوب إما نعت لحجاب، أو خبر مبتدء محذوف، فعلى الأول فهو إما بمعنى حاجب إذ كثيرا ما يجيئ صيغة المفعول بمعنى الفاعل كما قيل في قوله تعالى: " حجابا مستورا " أو بمعناه ويكون المراد أنه ليس له تعالى حجاب مستور، بل حجابه ظاهر وهو تجرده وتقدسه وعلوه عن أن يصل إليه عقل أو وهم، ويحتمل على هذا أن يكون المراد بالحجاب الحجة الذي أقامه بينه وبين خلقه فهو ظاهر غير مخفي، ويحتمل أيضا أن يكون المراد به أنه لم يحتجب بحجاب مخفي فكيف الظاهر. وأما على الثاني فالظرف متعلق بقوله: محجوب أي هو محجوب بغير حجاب، وههنا احتمال ثالث و هو أن يكون محجوب مضاف إليه بتقدير اللام، وإجراء الاحتمالات في الفقرة الثانية ظاهر، وهي إما تأكيد للأولى أو الأولى إشارة إلى الاحتجاب عن الحواس والثانية إلى الاستتار عن العقول والافهام.
28 - التوحيد: محمد بن إبراهيم بن إسحاق الفارسي، عن أحمد بن محمد النشوي، عن أحمد ابن محمد الصفدي، عن محمد بن يعقوب العسكري وأخيه معاذ معا، عن محمد بن سنان الحنظلي عن عبد الله بن عاصم، عن عبد الرحمن بن قيس، عن أبي هاشم الرماني، عن زاذان، عن سلمان الفارسي في حديث طويل يذكر فيه قدوم الجاثليق المدينة مع مائة من النصارى بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسؤاله أبا بكر عن مسائل لم يجبه عنها ثم أرشد إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فسأله عنها فأجابه، فكان فيما سأله أن قال له: أخبرني عن وجه الرب تبارك وتعالى، فدعا علي عليه السلام بنار وحطب فأضرمه فلما اشتعلت قال علي عليه السلام: أين وجه هذه النار؟ قال النصراني: هي وجه من جميع حدودها. قال علي عليه السلام هذه النار مدبرة مصنوعة لا تعرف وجهها، وخالقها لا يشبهها؟ ولله المشرق والمغرب
(٣٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 ثواب الموحدين والعارفين، وبيان وجوب المعرفة وعلته، وبيان ما هو حق معرفته تعالى، وفيه 39 حديثا. 1
3 باب 2 علة احتجاب الله عز وجل عن خلقه، وفيه حديثان 15
4 باب 3 إثبات الصانع والاستدلال بعجائب صنعه على وجوده وعلمه وقدرته وسائر صفاته، وفيه 29 حديثا. 16
5 باب 4 توحيد المفضل. 57
6 باب 5 حديث الإهليلجية. 152
7 باب 6 التوحيد ونفي الشرك، ومعنى الواحد والأحد والصمد، وتفسير سورة التوحيد، وفيه 25 حديثا. 198
8 باب 7 عبادة الأصنام والكواكب والأشجار والنيرين وعلة حدوثها وعقاب من عبدها أو قرب إليها قربانا، وفيه 12 حديثا. 244
9 باب 8 نفي الولد والصاحبة، وفيه 3 أحاديث. 254
10 باب 9 النهي عن التفكر في ذات الله تعالى، والخوض في مسائل التوحيد، وإطلاق القول بأنه شيء، وفيه 32 حديثا. 257
11 باب 10 أدنى ما يجزي من المعرفة والتوحيد، وأنه لا يعرف الله إلا به، وفيه 9 أحاديث. 267
12 باب 11 الدين الحنيف والفطرة وصبغة الله والتعريف في الميثاق، وفيه 42 حديثا. 276
13 باب 12 إثبات قدمه تعالى وامتناع الزوال عليه وفيه 7 أحاديث. 283
14 باب 13 نفي الجسم والصورة والتشبيه والحلول والاتحاد، وأنه لا يدرك بالحواس والأوهام والعقول والأفهام، وفيه 47 حديثا. 287
15 باب 14 نفي الزمان والمكان والحركة والانتقال عنه تعالى، وتأويل الآيات والأخبار في ذلك، وفيه 47 حديثا. 309