استقبلاه بشئ بطش بهما، (1) فلما أتياه قالا: ما قرابتك من هذا النبي، قال: أنا من عشيرته، وهو زوج ابنتي حفصة. قالا: هل غير هذا؟ قال: لا. قالا: ليست هذه بقرابة وليست هذه الصفة التي نجدها في التورية، ثم قالا له: فأين ربك؟ قال: فوق سبع سماوات! قالا: هل غير هذا؟ قال: لا. قالا: دلنا على من هو أعلم منك فأرشدهما إلى علي عليه السلام فلما جاءاه فنظرا إليه قال أحدهما لصاحبه: إنه الرجل الذي صفته في التورية، إنه وصي هذا النبي، وخليفته وزوج ابنته، وأبو السبطين والقائم بالحق من بعده.
ثم قالا لعلي عليه السلام: أيها الرجل ما قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: هو أخي وأنا وارثه ووصيه، وأول من آمن به، وأنا زوج ابنته.
قالا: هذه القرابة الفاخرة والمنزلة القريبة، وهذه الصفة التي نجدها في التورية فأين ربك عز وجل؟.
قال لهما علي عليه السلام: إن شئتما أنبأتكما بالذي كان على عهد نبيكما موسى عليه السلام، وإن شئتما أنبأتكما بالذي كان على عهد نبينا محمد صلى الله عليه وآله. قالا: أنبئنا بالذي كان على عهد نبينا موسى عليه السلام.
قال علي عليه السلام: أقبل أربعة أملاك: ملك من المشرق، وملك من المغرب، وملك من السماء، وملك من الأرض، فقال صاحب المشرق لصاحب المغرب: من أين أقبلت؟
قال: أقبلت من عند ربي، وقال صاحب المغرب لصاحب المشرق: من أين أقبلت؟ قال:
أقبلت من عند ربي، وقال النازل من السماء للخارج من الأرض: من أين أقبلت؟ قال:
أقبلت من عند ربي، وقال الخارج من الأرض للنازل من السماء: من أين أقبلت؟ قال:
أقبلت من عند ربي فهذا ما كان على عهد نبيكما موسى عليه السلام.
وأما ما كان على عهد نبينا فذلك قوله في محكم كتابه: " ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ". الآية.