بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣ - الصفحة ٣٢٠
إلا أن يأتيهم أمر الله أي عذاب الله، وما توعدهم به على معصيته في ستر من السحاب، و قيل: قطع من السحاب، وهذا كما يقال: قتل الأمير فلانا وضربه وأعطاه، وإن لم يتول شيئا من ذلك بنفسه، بل فعل بأمره فأسند إليه لامره به. وقيل: معناه ما ينتظرون إلا أن تأتيهم جلائل آيات الله، غير أنه ذكر نفسه تفخيما للآيات كما يقال: دخل الأمير البلد ويراد بذلك جنده، وإنما ذكر الغمام ليكون أهول، فإن الأهوال تشبه بظلل الغمام كما قال سبحانه: " وإذا غشيهم موج كالظلل " وقال الزجاج: معناه: يأتيهم الله بما وعدهم من العذاب والحساب، كما قال: " فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا " أي أتاهم بخذلانه إياهم، والأقوال متقاربة. وقد يقال: أتى وجاء فيما لا يجوز عليه المجيئ والذهاب، يقال: أتاني وعيد فلان، وجاءني كلام فلان، وأتاني حديثه، ولا يراد به الاتيان الحقيقي، ثم قال: وقرأ أبو جعفر الملائكة بالجر، قال: وقيل: معنى الآية: إلا أن يأتيهم الله بظلل من الغمام أي بجلائل آياته وبالملائكة. انتهى أقول: على قرائته عليه السلام لا يحتاج إلى شئ من هذه التأويلات.
16 - الإحتجاج: عن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام قال في جواب اليهودي الذي سأل عن معجزات الرسول صلى الله عليه وآله: إنه أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى مسيرة شهر، وعرج به في ملكوت السماوات مسيرة خمسين ألف عام في أقل من ثلث ليلة، حتى انتهى إلى ساق العرش فدنا بالعلم فتدلى، فدلى له من الجنة رفرف أخضر وغشى النور بصره فرأى عظمة ربه بفؤاده ولم يرها بعينه فكان كقاب قوسين بينها وبينه أو أدنى. الخبر.
بيان: الضمير في قوله: بينها راجع إلى الجنة، ورجوعه إلى العظمة بعيد.
17 - التوحيد، علل الشرائع: ابن عصام، عن الكليني، عن علي بن محمد بن سليمان، عن إسماعيل ابن إبراهيم، عن جعفر بن محمد التميمي، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي قال: سألت أبي سيد العابدين عليه السلام فقلت له: يا أبة أخبرني عن جدنا رسول الله صلى الله عليه وآله لما عرج به إلى السماء وأمره ربه عز وجل بخمسين صلاة كيف لم يسأله التخفيف عن أمته حتى قال له موسى بن عمران عليه السلام: ارجع إلى ربك
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 ثواب الموحدين والعارفين، وبيان وجوب المعرفة وعلته، وبيان ما هو حق معرفته تعالى، وفيه 39 حديثا. 1
3 باب 2 علة احتجاب الله عز وجل عن خلقه، وفيه حديثان 15
4 باب 3 إثبات الصانع والاستدلال بعجائب صنعه على وجوده وعلمه وقدرته وسائر صفاته، وفيه 29 حديثا. 16
5 باب 4 توحيد المفضل. 57
6 باب 5 حديث الإهليلجية. 152
7 باب 6 التوحيد ونفي الشرك، ومعنى الواحد والأحد والصمد، وتفسير سورة التوحيد، وفيه 25 حديثا. 198
8 باب 7 عبادة الأصنام والكواكب والأشجار والنيرين وعلة حدوثها وعقاب من عبدها أو قرب إليها قربانا، وفيه 12 حديثا. 244
9 باب 8 نفي الولد والصاحبة، وفيه 3 أحاديث. 254
10 باب 9 النهي عن التفكر في ذات الله تعالى، والخوض في مسائل التوحيد، وإطلاق القول بأنه شيء، وفيه 32 حديثا. 257
11 باب 10 أدنى ما يجزي من المعرفة والتوحيد، وأنه لا يعرف الله إلا به، وفيه 9 أحاديث. 267
12 باب 11 الدين الحنيف والفطرة وصبغة الله والتعريف في الميثاق، وفيه 42 حديثا. 276
13 باب 12 إثبات قدمه تعالى وامتناع الزوال عليه وفيه 7 أحاديث. 283
14 باب 13 نفي الجسم والصورة والتشبيه والحلول والاتحاد، وأنه لا يدرك بالحواس والأوهام والعقول والأفهام، وفيه 47 حديثا. 287
15 باب 14 نفي الزمان والمكان والحركة والانتقال عنه تعالى، وتأويل الآيات والأخبار في ذلك، وفيه 47 حديثا. 309