يزل بلا لم يزل وبلا كيف يكون تبارك وتعالى ليس له قبل هو قبل القبل بلا قبل وبلا غاية ولا منتهى غاية ولا غاية إليها غاية انقطعت الغايات عنه فهو غاية كل غاية.
بيان: بلا كينونة كائن أي كان ولم يحدث حادث بعدا ولا على نحو حدوث الحوادث قال الفيروزآبادي: الكون: الحدث كالكينونة. قوله: بلا كيف يكون أي صفة موجودة زائدة، ولعل الوصف بقوله: يكون للاشعار بأنه إذا كان له كيف يكون حادثا لا محالة.
قوله عليه السلام: بلا لم يزل أي بلا زمان قديم موجود يسمى بلم يزل ليكون معه قديما ثانيا.
وقوله عليه السلام ثانيا: بلا كيف يكون تأكيد لما سبق، ويحتمل أن يكون الأول لنفي الكيفيات الجسمانية أو الحادثة، والثاني لنفي الصفات الحقيقية الزائدة أو القديمة، ويحتمل أن يكون المراد بالأخير أنه ليس لوجوده في الأزل واتصافه بها كيف، فيكون إشارة إلى نفي معلولية الوجود أو زيادته. وفي الكافي بسند آخر: كيف يكون له قبل.
وهو أظهر كما سيأتي أيضا. قوله عليه السلام: بلا غاية أي امتداد وزمان موجود. ولا منتهى غاية أي في الأزل. ولا غاية أي منتهى ينتهي إليها غاية أي امتداد في لا يزال.
7 - التوحيد: ابن المتوكل، عن محمد العطار، عن سهل، عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن يحيى الخزاز، عن محمد بن سماعة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رأس الجالوت لليهود: إن المسلمين يزعمون أن عليا من أجدل الناس وأعلمهم، اذهبوا بنا إليه لعلي أسأله عن مسألة اخطئه فيها. فأتاه فقال: يا أمير المؤمنين إني أريد أن أسألك عن مسألة. قال: سل عما شئت. قال: يا أمير المؤمنين متى كان ربنا؟ قال: يا يهودي إنما يقال " متى كان " لمن لم يكن فكان، هو كائن بلا كينونة كائن، كان بلا كيف، (1) يا يهودي كيف يكون له قبل وهو قبل القبل؟ بلا غاية ولا منتهى غاية، ولا غاية إليها غاية، انقطعت الغايات عنه فهو غاية كل غاية. أشهد أن دينك الحق وأنه ما خالفه باطل.
أقول: قد أثبتنا خبر محمد بن عبد الله الخراساني في باب إثبات الصانع، وسيأتي كثير من الاخبار في باب نفي الزمان والمكان، وسائر الأبواب مشحونة بما يناسب الباب من الاخبار.