ويحتمل أن يكون المراد بها أولا أيضا الامتداد فيكون مجرورا أي بلا امتداد زماني، ويحتمل أن يكون المراد بها ثانيا أيضا النهاية، أي كل ما توهمت أنه غاية له فهو موجود بعده، ولا ينتهي إليه وجوده فكل غاية أي امتداد أو نهاية ينقطع عنه لوجوده تعالى قبله وبعده فهو منتهى كل غاية أي بعدها. أو هو علة لها وإليه ينتهي وجودها، فكيف تكون غاية له؟ ويحتمل أن يكون المراد بالغايات نهايات أفكار العارفين فإنها منقطعة عنه لا تصل إليه، وبكونه منتهى كل غاية أنه منتهى رغبات الخلائق و حاجاتهم، ويمكن أن يحمل الغاية في الأخيرتين على العلة الغائية أيضا، والله يعلم.
2 - معاني الأخبار: ابن المتوكل، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن محمد بن حكيم، عن ميمون البان (1) قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام - وقد سئل عن قوله عز وجل: " هو الأول والآخر " - فقال: الأول لا عن أول قبله ولا عن بدء سبقه، وآخر لا عن نهاية كما يعقل من صفات المخلوقين، ولكن قديم أول آخر، لم يزل ولا يزال بلا بدء ولا نهاية، لا يقع عليه الحدوث، ولا يحول من حال إلى حال، خالق كل شئ.
بيان: لا عن أول قبله أي لا مبتدء عن أول يكون قبله زمانا ولا عن بدء على وزن فعل، أو بدئ على وزن فعيل أي مبتدأ سبقه رتبة بالعلية وقوله: لا عن نهاية أي لا معها مجازا. ويحتمل أن تكون " عن " تعليلية أي ليست آخريته بسبب أن له نهاية بعد نهاية غيره. وقوله: لا يقع عليه الحدوث ناظر إلى الأول. وقوله عليه السلام: ولا يحول من حال إلى حال ناظر إلى الآخر أي آخريته بأنه أبدي بجميع صفاته لا يعتريه تغير في شئ من ذلك. وسيأتي تحقيقه في باب الأسماء 3 - الإحتجاج: سأل نافع بن الأزرق أبا جعفر عليه السلام قال: أخبرني عن الله عز وجل متى كان؟ فقال له: ويلك أخبرني أنت متى لم يكن حتى أخبرك متى كان، (2) سبحان من