بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣ - الصفحة ١٤٥
فعلى هذا فلو علم غبر المعصومين ذلك لدعتهم الدواعي النفسانية إلى غاية الفساد، وهذا وجه وجيه لكن يحتاج إلى طي بعض المقدمات.
الثالث: أن يكون السؤال مبنيا على ذلك الفرض أيضا لكن يكون الجواب مبنيا على أنه قد يستلزم المحال نقيضه، إذ الكلام في هذا النوع من الخلق المسمى بالانسان الذي اقتضت الحكمة أن يكون قد ركبت فيه أنواع الشهوات والدواعي فلو فرضته على غير تلك الحالة لكان من قبيل فرض الشئ إنسانا وملكا وهما لا يجتمعان، فعلى هذا يلزمه أيضا لفرض كونه إنسانا أن يدعوه عدم خوف العقاب والفراغ إلى الأشر والبطر وأنواع المعاصي، وحاصله يرجع إلى تغيير الجواب الأول إلى جواب آخر لا يرد عليه السؤال على غاية اللطف والدقة.
والردع: الكف والمنع. وقوله: يغتبطون على البناء للفاعل من الاغتباط وهو حسن الحال بحيث يتمنى غيره حاله. والحض: الحث والتحريص. وتمحيص الأوزار:
تنقيصها أو إزالتها. قوله عليه السلام: فإن قال: ولم يحدث على الناس؟ أقول: لما كان آخر الكلام موهما لأن هذه الأمور بعد حدوثها يصيرها الله تعالى إلى الحكمة والصلاح سأل: ثانيا ما السبب في أصل الحدوث حتى يحتاج إلى أن يجعله الله صلاحا؟ ويحتمل أن يكون مراده أنا علمنا أن في وجودها صلاحا فهل في عدمها فساد؟ والجواب على التقديرين ظاهر. وقال الفيروزآبادي: عوز الشئ كفرح: لم يوجد، وأعوزه الشئ.
احتاج إليه، والدهر أحوجه. وقال: تناشبوا: تضاموا وتعلق بعضهم ببعض، ونشبه الامر كلزم زنة ومعنى. وقال: أفرجوا عن الطريق والقتيل: انكشفوا، وعن المكان:
تركوه. انتهى. والمراد هنا عدم التخلية بين أحد وبين ما يريده. قوله عليه السلام: ولا سلا عن شئ أي لا ينسى ويتسلى عن شئ من المصائب إذ بتذكر الموت تزول شدة المحن، من قولهم:
سلا عن الشئ أي نسيه. وقال الجوهري: بزه يبزه بزا: سلبه، وفي المثل من عزبز أي من غلب أخذ السلب. وقال: سامه خسفا وخسفا بالضم أي أولاه ذلا. وقال الفيروزآبادي:
لمع بيده: أشار. وقال تفاقم الامر: عظم. قوله عليه السلام: وبخت نصر بالتيه أقول: لعله إشارة إلى ما ذكره جماعة من المؤرخين أن ملكا من الملائكة لطم بخت نصر لطمة
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 ثواب الموحدين والعارفين، وبيان وجوب المعرفة وعلته، وبيان ما هو حق معرفته تعالى، وفيه 39 حديثا. 1
3 باب 2 علة احتجاب الله عز وجل عن خلقه، وفيه حديثان 15
4 باب 3 إثبات الصانع والاستدلال بعجائب صنعه على وجوده وعلمه وقدرته وسائر صفاته، وفيه 29 حديثا. 16
5 باب 4 توحيد المفضل. 57
6 باب 5 حديث الإهليلجية. 152
7 باب 6 التوحيد ونفي الشرك، ومعنى الواحد والأحد والصمد، وتفسير سورة التوحيد، وفيه 25 حديثا. 198
8 باب 7 عبادة الأصنام والكواكب والأشجار والنيرين وعلة حدوثها وعقاب من عبدها أو قرب إليها قربانا، وفيه 12 حديثا. 244
9 باب 8 نفي الولد والصاحبة، وفيه 3 أحاديث. 254
10 باب 9 النهي عن التفكر في ذات الله تعالى، والخوض في مسائل التوحيد، وإطلاق القول بأنه شيء، وفيه 32 حديثا. 257
11 باب 10 أدنى ما يجزي من المعرفة والتوحيد، وأنه لا يعرف الله إلا به، وفيه 9 أحاديث. 267
12 باب 11 الدين الحنيف والفطرة وصبغة الله والتعريف في الميثاق، وفيه 42 حديثا. 276
13 باب 12 إثبات قدمه تعالى وامتناع الزوال عليه وفيه 7 أحاديث. 283
14 باب 13 نفي الجسم والصورة والتشبيه والحلول والاتحاد، وأنه لا يدرك بالحواس والأوهام والعقول والأفهام، وفيه 47 حديثا. 287
15 باب 14 نفي الزمان والمكان والحركة والانتقال عنه تعالى، وتأويل الآيات والأخبار في ذلك، وفيه 47 حديثا. 309