فعلى هذا فلو علم غبر المعصومين ذلك لدعتهم الدواعي النفسانية إلى غاية الفساد، وهذا وجه وجيه لكن يحتاج إلى طي بعض المقدمات.
الثالث: أن يكون السؤال مبنيا على ذلك الفرض أيضا لكن يكون الجواب مبنيا على أنه قد يستلزم المحال نقيضه، إذ الكلام في هذا النوع من الخلق المسمى بالانسان الذي اقتضت الحكمة أن يكون قد ركبت فيه أنواع الشهوات والدواعي فلو فرضته على غير تلك الحالة لكان من قبيل فرض الشئ إنسانا وملكا وهما لا يجتمعان، فعلى هذا يلزمه أيضا لفرض كونه إنسانا أن يدعوه عدم خوف العقاب والفراغ إلى الأشر والبطر وأنواع المعاصي، وحاصله يرجع إلى تغيير الجواب الأول إلى جواب آخر لا يرد عليه السؤال على غاية اللطف والدقة.
والردع: الكف والمنع. وقوله: يغتبطون على البناء للفاعل من الاغتباط وهو حسن الحال بحيث يتمنى غيره حاله. والحض: الحث والتحريص. وتمحيص الأوزار:
تنقيصها أو إزالتها. قوله عليه السلام: فإن قال: ولم يحدث على الناس؟ أقول: لما كان آخر الكلام موهما لأن هذه الأمور بعد حدوثها يصيرها الله تعالى إلى الحكمة والصلاح سأل: ثانيا ما السبب في أصل الحدوث حتى يحتاج إلى أن يجعله الله صلاحا؟ ويحتمل أن يكون مراده أنا علمنا أن في وجودها صلاحا فهل في عدمها فساد؟ والجواب على التقديرين ظاهر. وقال الفيروزآبادي: عوز الشئ كفرح: لم يوجد، وأعوزه الشئ.
احتاج إليه، والدهر أحوجه. وقال: تناشبوا: تضاموا وتعلق بعضهم ببعض، ونشبه الامر كلزم زنة ومعنى. وقال: أفرجوا عن الطريق والقتيل: انكشفوا، وعن المكان:
تركوه. انتهى. والمراد هنا عدم التخلية بين أحد وبين ما يريده. قوله عليه السلام: ولا سلا عن شئ أي لا ينسى ويتسلى عن شئ من المصائب إذ بتذكر الموت تزول شدة المحن، من قولهم:
سلا عن الشئ أي نسيه. وقال الجوهري: بزه يبزه بزا: سلبه، وفي المثل من عزبز أي من غلب أخذ السلب. وقال: سامه خسفا وخسفا بالضم أي أولاه ذلا. وقال الفيروزآبادي:
لمع بيده: أشار. وقال تفاقم الامر: عظم. قوله عليه السلام: وبخت نصر بالتيه أقول: لعله إشارة إلى ما ذكره جماعة من المؤرخين أن ملكا من الملائكة لطم بخت نصر لطمة