صاحب الكشاف من الحديث القدسي عن الرب العلي أنه قال:
لأدخلن الجنة من أطاع عليا وان عصاني، ولأدخلن النار من عصاه وان أطاعني، أقول: هذا صريح في وجوب طاعة علي وتحريم معصيته وصحة دعواه للإمامة بعد النبي بغير فصل ووجوب تصديقه، وان طاعة الله لا تقبل ممن عصى عليا، وقوله (وان عصاني) اما تفضل منه تعالى ووعد بالعفو، واما مشروط بوجود التوبة، واما بعد انتهاء عذابه، يعني انه لا يخلد في النار، وهو دال أيضا على ما تقدم من التفضيل، إذ لم يرد في غيره مثل هذا النص الجليل الذي رواه من لا يفهم في مثله، والأفضل هو الأفضل لقبح تقديم المفضول عليه.
قال الحافظ البرسي: ومن كتاب الفردوس لابن شيرويه الديلمي مرفوعا إلى جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله (ص):
مكتوب على باب الجنة (لا إله إلا الله محمد رسول الله علي اخوه ولي الله، اخذت ولايته على الذر قبل خلق السماوات والأرض بألفي عام، من سره ان يلقى الله وهو عنه راض فليوال عليا وعترته، فهم نجبائي وأوليائي وخلفائي وأحبائي).
أقول: أي نص أبين من هذا، وأي تصريح أوضح منه، حيث تضمن ان عليا أخو رسول الله وان عليا ولي الله، ولا يخلو اما أن يكون كتب هذا على باب الجنة وامر الرسول بتبليغه حيث إنه لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى مع علم الله ان عليا يمتنع من بيعة أبي بكر ستة اشهر ويدعي الإمامة لنفسه، أو مع