الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله) ان رسول الله (ص) لما أراد الهجرة خلف علي بن أبي طالب لقضاء دونه ورد الودائع التي كانت عنده، وأمره ليلة الغار وقد أحاط المشركون بالدار أن ينام على فراشه... إلى أن قال: فأوحى الله إلى جبرئيل وميكائيل اني قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة، فاختار كل منهما الحياة.
فأوحى الله إليهما ألا كنتما مثل عبدي علي آخيت بينه وبين نبيي محمد فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة، اهبطا إليه فاحفظاه من عدوه، فنزلا فكان جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه فقال جبرئيل: بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب. يباهي الله به ملائكة السماء، فأنزل الله على رسوله (ص) وهو متوجه إلى المدينة (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله).
رواه أبو حامد الغزالي في كتاب احياء علوم الدين في الكتاب السابع من ربع المهلكات في بحث ايثار النفس.
أقول: في هذين الحديثين من الدلالة على ثبوت امامة علي وانه أمير المؤمنين وأفضل الناس، بل أفضل الخلق بعد محمد حتى الملائكة ما هو أوضح من أن يبين، ودلالة ذلك على أصل المطلوب واضحة أيضا.
وروى الشيخ الجليل أبو الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي في كتاب كشف الغمة نقلا من كتاب كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب تأليف الشيخ الامام الحافظ أبي