محاسبة النفس - الشيخ إبراهيم الكفعمي - الصفحة ١٠٥
وطبعك ذهبا طريا فلا تعودي زيفا (1)، وخلقك بشرا سويا فلا تصيري طيفا، وجعلت واضحة الغرة (2) فلا يسودنك هواك، وولدت على الفطرة فلا يهودنك أبواك، ويلك جبلت (3) حنيفة فتمجست، وقدمت قدسية فتنحست، وأنزلت طهورا فتلوثت، وخرجت سياحة فتلبثت، ونسجت ديباجا فصرت مسحا (4)، وهبطت عذبا فعدت ملحا.
يا نفس:
ما أكثر انهماكك في غوايتك، وتهورك في عمايتك (5)، وتمسكك بشقاوتك، وتشبثك بغباوتك، وعمهك (6) في سكرتك، وترددك في غمرتك، وخبطك في عشوائك، واستمرارك على التوائك، وما أعظم عنودك وشقاقك، وكنودك ونفاقك، وطغواك وعداوتك، وفسقك وعصيانك، إن قلت كذبت، أو عوتبت غضبت، أو سئلت بخلت، أو وعدت مطلت.
يا نفس:
أنت التي حسدت، أنت التي كندت، أنت التي حقدت، أنت التي

(١) قال الطريحي في المجمع ٥: ٦٨ زيف: جاء في الحديث درهم زيف أي: ردئ.
(٢) غرة كل شئ: أولة، والغرة بالضم بياض في الجبهة. اللسان ٥: ١٤ - ١٥ غرر.
(٣) في أ: جعلت.
(٤) قال الطريحي في مجمع البحرين ٢: ٤١٤ مسح: والمسح بالكسر فالسكون واحدا المسوح ويعبر عنه بالبلاس وهو كساء معروف.
(5) في ج، د: في غايتك.
(6) في ج، د: وغمرك.
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست