يا نفس:
إنك إن سالمت الله سلمت وفزت، وإن حاربت الله خربت وهلكت، وإن أقبلت على الدنيا أدبرت، وإن أدبرت أقبلت، وإنك إن أطعت الله نجاك وأصلح مثواك، وإن أطعت هواك أصمك وأعماك وأفسد منقلبك وأرداك، وإن ملكت هواك قيادك أفسد معادك وأرداك (1)، بلاء لا ينتهي، وشقاء لا ينقضي.
يا نفس:
إنك إن اغتنمت صالح الأعمال نلت من الآخرة نهاية الآمال، وإنك إلى مكارم الأخلاق والأفعال أحوج منك إلى جمع الأموال، وإنك إلى إعراب الأعمال أحوج منك إلى إعراب الأقوال، وإنك إلى اكتساب الأدب، أحوج منك إلى اكتساب الفضة والذهب، وإنك إن رغبت في الدنيا أفنيت عمرك، وأبقيت وزرك، وإن زهدت خلصت من الشقاء، وفزت بدار البقا، فاصبري على البلا، واشكري في الرخاء، وأرضي بالقضا، يكون لك من الله الرضى.
يا نفس:
من كلام سيد الوصيين أمير المؤمنين صلوات الله عليه لرجل سأله الموعظة، ومن رقدة الغفلة أن يوقظه: لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل،