محاسبة النفس - الشيخ إبراهيم الكفعمي - الصفحة ١١٥
يا نفس:
كما ينظر المريض إلى لذيذ الطعام، فلا يلتذ من شدة الأسقام، كذلك صاحب الدنيا لا يجد لذة العبادة وحلاوتها، مع ما يجد من محبة الدنيا وغضارتها (1).
واعلمي: أن الدابة إذا لم تركب وتمتهن (2)، نفرت واستصعبت، كذلك القلوب إذا لم ترتق بذكر الموت قست واستغلظت، وأن الزق (3) إذا لم ينخرق شك أن يكون وعاء للعسل، كذلك القلوب إذا لم تخرقها الشهوات يوشك أن تكون أوعية للحكمة وصالح العمل.
يا نفس:
في الحديث: من قال: سبحان الله غرس الله له بها في الجنة عشر شجرات، فيها ما شاء من أنواع الفواكه والطيبات، وهي ذوات أفنان (4)، تحمل من سائر الألوان، فيرى ثمرها إن أراد رطبا، وإذا قضى منه أربا (5) تحول عنبا فإذا قضى منه أملا، انقلب عسلا وتيجانا وحللا، وكذلك تتقلب لوزا،

(١) أي: طيب عيشها. مجمع البحرين ٣: ٤٢٤ غضر.
(2) أي: إذا لم تركب وتستخدم. مجمع البحرين 6: 321 مهن.
(3) وهو: كل وعاء اتخذ لشراب ونحوه. اللسان 10: 143 زقق.
(4) أي: ذوات غصون، أو ذوات ألوان مختلفة. المفردات: 386 فنن.
(5) أي: حاجة. مجمع البحرين 2: 6 أرب.
وفي ب: أملا.
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»
الفهرست