به إليها، فيهوى فيها حتى ينتهى إلى قعرها، فيجدها هناك كهيئتها، فيأخذها ويضعها على عاتقه، فيصعد بها في نار جهنم، حتى إذا رأى أنه خرج منها زلت منه فهوت، فهوى في أثرها أبد الأبدين، والأمانة في الصلاة، والأمانة في الصوم، والأمانة في الحديث. وأشد ذلك الودايع " (51) وروى خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: " من استمع إلى حديث قوم وهم كارهون، صب في أذنيه الأنك (1) ومن تحلم (2) كلف أن يعقد شعيرة أو يعذب وليس بعاقد. ومن صور صورة عذب حتى ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ " (3).
(52) وروى أبو عوانة، عن أبي ليلي، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال انطلق رسول الله صلى الله عليه وآله وجماعة من الصحابة، حتى أتى النخل الذي فيه مشربة أم إبراهيم، ابنه فإذا هو في حجر أمه، وهو يجود بنفسه، فذرفت عيناه صلى الله عليه وآله فبكى فقال: بعض أصحابه أتبكي يا رسول الله؟
وأنت قد نهيتنا عن البكاء فقال صلى الله عليه وآله: " إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نغمة لهو ولعب، ومزامير الشيطان، وصوت عند مصيبة، خمش وجوه، وشق جيوب، ورنة شيطان، وهذه رحمة، ومن لا يرحم لا يرحم. يا إبراهيم لولا أنه قول حق ووعد صدق، وسبيل مأتية، وان آخرنا يلحق بأولنا، لحزنا عليك حزنا أشد من هذا، وانا عليك لمحزونون. تبكي العيون، وتوجل القلوب