كالتدبير، وليس للعاقل أن يكون شاخصا إلا في ثلاث: مرمة (1) لمعاش، أو خطوة في معاد، أو لذة في غير محرم، ما استودع الله امرأ عقلا إلا استنقذه به يوما ما (2).
() - قيل للنبي (صلى الله عليه وآله): ما العقل؟ قال: العمل بطاعة الله، وإن العمال بطاعة الله هم العقلاء (3).
() - قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله تبارك وتعالى خلق العقل من نور مخزون مكنون في سابق علمه الذي لم يطلع عليه نبي مرسل ولا ملك مقرب، فجعل العلم (4) نفسه والفهم روحه والزهد رأسه والحياء عينيه والحكمة لسانه والرأفة همته والرحمة قلبه، ثم حشاه وقواه بعشرة أشياء: باليقين، والإيمان، والصدق، والسكينة، والإخلاص، والرفق، والعطية، والقنوع، والتسليم، والصبر، ثم قال له عز وجل: أدبر، فأدبر، ثم قال له: أقبل، فأقبل، ثم قال له: تكلم، فقال: الحمد لله الذي ليس له ضد ولاند ولا شبيه ولا كفو ولا عديل، ولا مثل، الذي كل شئ لعظمته خاضع ذليل.
فقال الرب - تبارك وتعالى - وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أحسن منك، ولا أطوع لي منك [ولا أرفع منك، ولا أشرف منك] (5) ولا أعز منك، بك أوحد وبك اعبد، وبك ادعى وبك ارتجى، وبك ابتغى وبك أخاف وبك احذر، وبك الثواب وبك العقاب، فخر العقل عند ذلك ساجدا، فكان في سجوده ألف عام.