مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٥٣٧
آدم حبتين فمن ذلك ورث الذكر مثل حظ الأنثيين.
وقال محمد بن إبراهيم لابن الكردي: ضاق بنا الامر، فقال أبي: امض بنا إلى هذا الرجل - يعني أبا محمد - فإنه قد وصف عنه سماحة، فقلت: تعرفه؟ قال ما رأيته قط، فقصداه فقال أبوه في طريقه: ما أحوجنا ان يأمر لنا الخمسمائة درهم مائتا درهم للكسوة ومائتا درهم للدقيق ومائتا درهم للنفقة، وقال محمد في نفسه: ليته أمر لي بثلاثمائة درهم مائة اشتري بها حمارا ومائة للنفقة ومائة للكسوة فأخرج إلى الجبل، فلما وافيا الباب خرج إليهما غلامه فقال: يدخل علي بن إبراهيم وابنه محمد، فدخلا وجلسا فلما خرجا أتاهما غلامه فناول أباه صرة فيها خمسمائة درهم وقال: مائتان للكسوة ومائتان للدقيق ومائتان للنفقة، وأعطى محمدا صرة فيها ثلاثمائة درهم وقال: مائة في ثمن الحمار ومائة للكسوة ومائة للنفقة ولا تخرج إلى الجبل وصر إلى سورا. قال فصار إلى سورا وتزوج بامرأة منها فدخله ألف دينار.
أحمد بن الحرث القزويني قال: كان عند المستعين بغل لم ير مثله حسنا وكبرا وكان يمنع ظهره واللجام وعجز الرواض عن ركوبه فقال بعضهم: ألا تبعث به إلى ابن الرضا فيجئ فاما ان يركبه أو يقتله، فبعث إلى أبي محمد (ع) فلما أتاه وضع يده على كفله فعرق البغل حتى سال العرق منه ثم صار إلى المستعين فسلم فرحب به وقربه وقال: يا أبا محمد الجم هذا البغل، فقام فألجمه، ثم قال: اسرجه، فأسرجه، فرجع وقال: نرى ان تركبه، فركبه من غير أن يمتنع عليه ثم ركضه في الدار ثم حمله على الهملجة فمشى أحسن مشي يكوين ثم رجع فنزل فقال المستعين: كيف رأيته؟
فقال: ما رأيت مثله حسنا وفراهة، فقال: ان أمير المؤمنين حملك عليه، فقال:
يا غلام خذه.
شاهويه بن عبد ربه: كان أخي صالح محبوسا فكتبت إلى سيدي أبي محمد (ع) أسأله عن أشياء أجابني عنها وكتب: ان أخاك يخرج من الحبس يوم يصلك كتابي هذا، وقد كنت أردت ان تسألني عن أمره فأنسيت، فبينا أنا أقرأ كتابه إذا أناس جاؤني يبشرونني بتخلية أخي فتلقيته وقرأت عليه الكتاب.
أبو هاشم قال: كنا نفطر مع أبي الحسن (ع) فضعفت يوما عن الصوم وأفطرت في بيت آخر على كعكة فريدا ثم جئت فجلست معه فقال لغلامه: أطعم أبا هاشم شيئا فإنه مفطر فتبسمت فقال: ما يضحكك يا أبا هاشم إذا أردت القوة فكل اللحم فان العكك لا قوة فيه.
(٥٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 531 532 533 534 535 536 537 538 539 540 541 » »»
الفهرست