عوفي ابنك العليل ومات الكبير وصيك وقيمك فاحمد الله ولا تجزع فيحبط أجرك، فكان كما قال.
إسحاق قال: حدثني يحيى القنبري قال: كان لأبي محمد وكيل قد اتخذ منه في الدار حجرة يكون فيها وخادم أبيض فراود الوكيل الخادم على نفسه فأبى إلا أن يأتيه بنبيذ فاحتال له نبيذا ثم أدخله عليه وبينه وبين أبي محمد ثلاثة أبواب مغلقة قال:
فحدثني الوكيل قال: اني لمنتبه إذ أنا بالأبواب تفتح حتى جاء بنفسه فوقف على باب الحجرة ثم قال: يا هؤلاء خافوا الله، فلما أصبحنا أمر ببيع الخادم وإخراجي من الدار أبو العيناء الهاشمي: كنت أدخل على أبي محمد (ع) فأعطش وأنا عنده وأجله أن أدعو بالماء ثم يقول: يا غلام اسقه، وربما حدثتني نفسي بالنهوض فأفكر في ذلك فيقول: يا غلام دابته.
وروى الكليني في الكافي حديث الفصاد له (ع) مثل الذي ذكرناه في باب أبي جعفر الثاني.
علي بن محمد عن بعض أصحابنا قال: كتب محمد بن حجر إلى أبي محمد (ع) يشكو عبد العزيز بن دلف ويزيد بن عبد الله فكتب إليه: اما عبد العزيز فقد كفيته واما يزيد فان لك وله مقاما بين يدي الله عز وجل فمات عبد العزيز وقتل يزيد محمد بن حجر أحمد بن إسحاق قال: دخلت على أبي محمد فسألته أن يكتب لأنظر إلى خطه فأعرفه إذا ورد فقال نعم ثم قال: يا أحمد ان الخط سيختلف عليك ما بين القلم الغليظ والقلم الدقيق فلا تشكن، ثم دعا بالدواة فقلت في نفسي: أستوهبه القلم الذي كتب به، فلما فرغ من الكتابة أقبل يحدثني وهو يمسح القلم بمنديل الدواة ساعة ثم قال: هاك يا أحمد، فناولنيه، الخبر.
غيبة الطوسي أبي علي بن همام عن شاكري أبي محمد (ع) قال: كان استادي صالحا من العلويين لم أر مثله قط وكان يركب إلى دار الخلافة في كل اثنين وخميس وكان يوم النوبة يحضر من الناس شئ عظيم ويغص الشارع بالدواب والبغال والحمير والضجة لا يكون لاحد موضع يمشي ولا يدخل بينهم وإذا جاء استادي سكنت الضجة وهدأ صهيل الخيل ونهاق الحمير وتفرقت البهائم حتى يصير الطريق واسعا ثم يدخل وإذا أراد الخروج وصاح البوابون هاتوا دابة أبي محمد سكن صياح الناس وصهيل الخيل وتفرقت الدواب حتى يركب ويمضي.
وفيها قال الشاكري: وجاء استادي يوما إلى سوق الدواب فجئ له بفرس كبوس