أنا في حذري إذ صفد بي وضرب على كل ما أملك فمكثت في السجن ثمان سنين ثم ورد علي كتاب منه في السجن: يا محمد لا تنول في ناحية الجانب الغربي، ففرج عني بعد يوم فكتب إليه ان يسأل الله ان يرد علي ضيعتي، فكتب إلي: سوف يرد إليك وما يضرك إلا يرد عليك. قال النوفلي: كتب له برد ضياعه فلم يصل الكتاب حتى مات أبو يعقوب: رأيت محمد بن الفرج ينظر إليه أبو الحسن نظرا شافيا فاعتل من الغد فدخلت عليه فقال: ان أبا الحسن قد أنفذ إليه بثوب فأرانيه مدرجا تحت رأسه قال: فكفن فيه والله.
سعيد بن سهل البصري قال: كان لبعض أولاد الخلافة وليمة فدعا أبا الحسن فيها فلما رأوه أنصتوا إجلالا له وجعل شاب في المجلس لا يوقره وجعل يلفظ ويضحك فقال له: ما هذا الضحك ملء فيك وتذهل عن ذكر الله وأنت بعد ثلاثة أيام من أهل القبور، فكف عما هو عليه وكان كما قال.
سعيد الملاح: اجتمعنا في وليمة فجعل رجل يمزح فأقبل أبو الحسن على جعفر بن القاسم بن هاشم البصري فقال: أما انه لا يأكل من هذا الطعام وسوف يرد عليه من خبر أهله ما ينغص عليه عيشه، فلما قدمت المائدة أتى غلامه باكيا ان أمه وقعت من فوق البيت وهي بالموت، فقال جعفر: والله لا وقفت بعد هذا، وقطعت عليه.
وفي كتاب البرهان عن الدهني انه لما ورد به سر من رأى كان المتوكل برا به ووجه إليه يوما بسلة فيها تين فأصاب الرسول المطر فدخل إلى المسجد ثم شرهت نفسه إلى التين ففتح السلة وأكل منها فدخل وهو قائم يصلي فقال له: ما قصتك؟
فعرفه القصة قال له: أو ما علمت أنه قد عرف خبرك وما أكلت من هذا التين فقامت على الرسول القيامة ومضى مبادرا حتى إذا سمع صوت البريد ارتاع هو ومن في منزله بذلك الخبر.
إبراهيم بن محمد الطاهري انه مرض المتوكل من خراج خرج به فأشرف منه على الموت فلم يجسر أحد ان يمسه بحديده فنذرت أمه ان عوفي ان تحمل إلى أبى الحسن بأموال نفيسة وقال الفتح بن خاقان لو بعثت إلى هذا الرجل فسألته ربما كان عنده شئ فسأل عن الإمام (ع) فقال: خذوا كسب الغنم فديفوه بماء ورد وضعوه على الخراج، وفعل ذلك فنعش المتوكل وخرج منه ما كان فيه فحملت إليه عشرة آلاف دينار تحت ختمها. ثم إنه سعى إليه ان عنده أموالا وسلاحا فتقدم المتوكل إلى سعيد الحاجب ان يهجم عليه ليلا ويأخذ ما يجد عنده فصعد سعيد سقف داره ولم يهتد أن