مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٥٠١
فيه ولم يخلعهما ففعل ذلك أياما فقلت في نفسي: لم يتهيأ لي ههنا ولكن اذهب إلى الحمام فإذا دخل الحمام آخذ من التراب الذي يطأ عليه، فلما دخل الحمام دخل في المسلخ بالحمار ونزل على الحصير فقلت للحمامي في ذلك، فقال: والله ما فعل هذا قط إلا في هذا اليوم، فانتظرته فلما خرج دعا بالحمار فادخل المسلخ وركب فوق الحصير وخرج فقلت: والله آذيته ولا أعود أروم ما رمت منه أبدا، فلما كان وقت الزوال نزل في الموضع الذي كان ينزل فيه.
الكليني باسناده إلى محمد بن الريان قال: احتال المأمون على أبي جعفر (ع) بكل حيلة فلم يمكنه فيه شئ فلما أراد أن يثني عليه ابنته دفع إلى مائة وصيفة من أجمل ما يكون إلى كل واحدة منهن جاما فيه وجوهر يستقبلون أبا جعفر إذا قعد في موضع الأختان فلم يلتفت إليهن، وكان رجل يقال له مخارق صاحب صوت وعود وضرب طويل اللحية فدعاه المأمون فقال: يا أمير المؤمنين إن كان في شئ من أمر الدنيا فأنا أكفيك أمره، فقعد بين يدي أبي جعفر (ع) فشهق مخارق شهقة اجتمع إليه أهل الدار وجعل يضرب بعوده ويغني، فلما فعل ساعة وإذا أبو جعفر لا يلتفت إليه ولا يمينا ولا شمالا ثم رفع رأسه وقال: اتق الله يا ذا العثنون، قال: فسقط المضراب من يده والعود فلم ينتفع بيده إلى أن مات.
أبو هاشم الجعفري قال: صليت مع أبي جعفر (ع) في مسجد المسيب وصلى بنا في موضع القبلة سواء، وذكر ان السدرة التي في المسجد كانت يابسة ليس عليها ورق فدعا بماء وتهيأ تحت السدرة فعاشت السدرة وأورقت وحملت من عامها.
وقال ابن سنان: دخلت على أبي الحسن (ع) فقال: يا محمد حدث بآل فرج حدث فقلت: مات عمر، فقال: الحمد لله على ذلك - أحصيت له أربعا وعشرين مرة - ثم قال: أفلا تدري ما قال لعنه الله لمحمد بن علي أبي؟ قال قلت: لا، قال: خاطبه في شئ قال أظنك سكرانا فقال أبي: اللهم ان كنت تعلم اني أمسيت لك صائما فأذقه طعم الخرب وذل الأسر. فوالله ما ان ذهبت الأيام حتى خرب ماله وما كان له ثم اخذ أسيرا فهو ذا ليل حتى مات، الخبر.
أحمد بن علي بن كلثوم السرخسي قال أبو زينبة وفي خلق الحكم بن يسار المروزي شبه الخط كأنه أثر الذبح فسألته عن ذلك فقال: كنا سبعة نفر في حجرة واحدة ببغداد في زمان أبي جعفر الثاني فغاب عنا الحكم عند العصر ولم يرجع تلك الليلة فلما كان جوف الليل جاءنا توقيع من أبي جعفر (ع): ان صاحبكم الخراساني مذبوح
(٥٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 496 497 498 499 500 501 502 503 504 505 506 ... » »»
الفهرست