الحسين (ع). ويروى انه اخذ عمامته جابر بن زيد الأزدي وتعمم بها فصار في الحال معتوها، واخذ ثوبه جعوبة بن حوبة الحضرمي ولبسه فتغير وجهه وحص شعره وبرص بدنه، واخذ سراويله الفوقاني بحير بن عمرو الجرمي وتسرول به فصار مقعدا تاريخ الطبري: ان رجلا من كندة يقال له مالك بن اليسر أتى الحسين بعد ما ضعف من كثرة الجراحات فضربه على رأسه بالسيف وعليه برنس من خز، فقال (ع):
لا أكلت بها ولا شربت وحشرك الله مع الظالمين، فألقى ذلك البرنس من رأسه فأخذه الكندي فأتى به أهله، فقالت امرأته: أسلب الحسين تدخله في بيتي! اخرج فوالله لا تدخل بيتي ابدا، فلم يزل فقيرا حتى هلك.
أحاديث بن الحاشر قال: كان عندنا رجل خرج على الحسين ثم جاء بجمل وزعفران فكلما دقوا الزعفران صار نارا فلطخت امرأته على يديها فصارت برصا، وقال:
ونحر البعير فكلما جزوا بالسكين صار نارا، قال: فقطعوه فخرج منه النار، فطبخوه ففارت القدر نارا. تاريخ النسوي قال حماد بن زيد: قال جميل بن مرة: لما طبخوا صارت مثل العلقم.
وروي ان الحسين (ع) دعا: اللهم انا أهل بيت نبيك وذريته وقرابته فاقصم من ظلمنا وغصبنا حقنا انك سميع قريب، فقال محمد بن الأشعث: وأي قرابة بينك وبين محمد! فقرأ الحسين (ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض) ثم قال: اللهم أرني فيه في هذا اليوم ذلا عاجلا، فبرز ابن الأشعث للحاجة فلسعته عقرب على ذكره فسقط وهو يستغيث ويتقلب على حدثه.
وروى أبو مخنف عن الجلودي ان الحسين حمل على الأعور السلمي وعمرو بن الحجاج الزبيدي، وكانا في أربعة آلاف رجل على الشريعة وأقحم الفرس على الفرات فلما أولع الفرس برأسه ليشرب قال (ع): أنت عطشان وانا عطشان والله لا أذوق الماء حتى تشرب، فلما سمع الفرس كلام الحسين شال رأسه ولم يشرب كأنه فهم الكلام فقال الحسين: اشرب فأنا اشرب، فأنا اشرب، فمد الحسين يده فغرف من الماء فقال فارس: يا أبا عبد الله تلذذ بشرب الماء وقد هتكت حرمتك، فنفض الماء من يده وحمل على القوم فكشفهم فإذا الخيمة سالمة.
وروى أبو مخنف عن الجلودي انه كان صرع الحسين فجعل فرسه يحامي عنه ويثب على الفارس فيخبطه عن سرجه ويدوسه حتى قتل الفرس أربعين رجلا ثم تمرغ في دم الحسين وقصد نحو الخيمة وله صهيل عال ويضرب بيديه الأرض.