حتى لا يبقى منكم إلا كل امرئ أخذ الله ميثاقه، وكتب الإيمان في قلبه وأيده بروح منه.
وفي رواية أخرى، عنهم (عليهم السلام): حتى لا يبقى منكم على هذا الأمر إلا الأندر فالأندر ((1)).
وهذه العصابة التي تبقى على هذا الأمر وتثبت وتقيم على الحق هي التي أمرت بالصبر في حال الغيبة.
فمن ذلك، ما أخبرنا به علي بن أحمد البندنيجي، عن عبيد الله بن موسى العلوي العباسي، عن هارون بن مسلم، عن القاسم بن عروة، عن بريد بن معاوية العجلي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) في معنى قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) ((2)) قال:
اصبروا على أداء الفرائض، وصابروا عدوكم، ورابطوا إمامكم المنتظر ((3)).
وهذه العصابة القليلة هي التي قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لها: لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة من يسلكه ((4)) فيما أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن عبد الله المحمدي من كتابه في المحرم سنة ثمان وستين ومائتين، قال: حدثني يزيد بن إسحاق الأرحبي - ويعرف بشعر -، قال: حدثنا مخول، عن فرات بن أحنف، عن الأصبغ بن نباتة، قال:
سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) على منبر الكوفة يقول: أيها الناس، أنا أنف الإيمان، أنا أنف الهدى وعيناه.