أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون) ((1)) وإعجابا بآرائهم المضلة وقلوبهم العمية، كما قال الله جل من قائل: (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) ((2))، وكما قال تبارك وتعالى: (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) ((3)) الجاحدين فضل الأئمة الطاهرين وإمامتهم (عليهم السلام) المحلول في صدورهم لشقائهم ما قد تمكن فيها من العناد لهم بعد وجوب الحجة عليهم من الله بقوله عز وجل: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) ((4)) ومن رسوله (صلى الله عليه وآله) بقوله في عترته:
إنهم الهداة وسفينة النجاة، وإنهم أحد الثقلين اللذين أعلمنا تخليفه إياهما علينا والتمسك بهما بقوله: إني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي حبل ممدود بينكم وبين الله، طرف بيد الله، وطرف بأيديكم، ما إن تمسكتم به لن تضلوا. خذلانا من الله شملهم به استخفافهم ذلك وبما كسبت أيديهم، وبإيثارهم العمى على الهدى، كما قال الله عز وجل: (وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى) ((5))، وكما قال: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم) ((6)) يريد عز وجل على علم لعناده للحق، واسترخائه إياه، ورده له، واستمرائه الباطل، وحلوله في قلبه وقبوله له، والله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون ((7)). وهم المعاندون لشيعة الحق ومحبي أهل الصدق،