ويوم من الله عليه بالاسلام، ويوم يبعث حيا - ولاني المسلمون الامر بعده فأسأل الله ان لا يزيدنا في الدنيا الزائلة شيئا ينقصنا به في الآخرة مما عنده من كرامته وإنما حملني على الكتاب إليك الاعذار فيما بيني وبين الله سبحانه وتعالى في امرك ولك في ذلك إن فعلت الحظ الجسيم وللمسلمين فيه صلاح فدع التعادي في الباطل وادخل فيما دخل فيه الناس من بيعتي فإنك تعلم انى أحق بهذا الامر منك عند الله وعند كل أواب حفيظ ومن له قلب منيب واتق الله ودع البغي واحقن دماء المسلمين فوالله مالك من خير في أن تلقى الله من دمائهم بأكثر مما أنت لاقيه به فادخل في السلم والطاعة ولا تنازع الامر أهله ومن هو أحق به منك ليطفئ الله النائرة بذلك وتجمع الكلمة وتصلح ذات البين وإن أنت أبيت إلا التمادي في غيك نهدت إليك بالمسلمين فحاكمتك حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين.
فكتب إليه معاوية:
بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله أمير المؤمنين إلى الحسن بن علي، سلام عليك فاني احمد إليك الله الذي لا إله إلا هواما بعد فقد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت به رسول الله صلى الله عليه وآله من الفضل وهو أحق الأولين والآخرين بالفضل كله قديمه وحديثه وصغيره وكبيره فقد والله بلغ فأدى ونصح وهدى حتى انقذ الله به من التهلكة وأنار به من العمى وهدى به من الضلالة فجزاه الله أفضل ما جزى نبيا عن أمته وصلوات الله عليه يوم ولد ويوم قبض ويوم يبعث حيا.
وذكرت وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتنازع المسلمين من بعده فرأيتك صرحت بتهمة أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وأبي عبيدة الأمين وحواري الرسول صلى الله عليه وآله وصلحاء المهاجرين والأنصار، فكرهت ذلك لك فإنك امرؤ عندنا وعند الناس غير ظنين ولا المسئ ولا اللئيم وانا أحب لك القول السديد والذكر الجميل إن هذه الأمة لما اختلفت بعد نبيها لم تجهل فضلكم ولا سابقتكم ولا