يحمل رايته حبيب بن عمار.
قال مالك. حدثنا الأعمش بهذا الحديث فقال. حدثني صاحب هذا الدار - وأشار بيده إلى دار السائب أبي عطاء - انه سمع عليا يقول هذه المقالة.
قالوا. ولما تم الصلح بين الحسن ومعاوية ارسل إلى قيس بن سعد بن عبادة يدعوه إلى البيعة فأتى به وكان رجلا طويلا يركب الفرس المسرف ورجلاه تخطان في الأرض وما في وجهه طاقة شعر، وكان يسمى خصي الأنصار، فلما أرادوا ان يدخلوه إليه قال. أنى قد حلفت ان لا ألقاه إلا بيني وبينه الرمح أو السيف، فأمر معاوية برمح أو سيف فوضع بينه وبينه ليبر يمينه.
فحدثني أحمد بن عيسى قال. حدثني أبو هاشم الرفاعي قال. حدثنا وهب ابن جرير قال. حدثنا أبي عن ابن سيرين عن عبيدة، وقد ذكر بعض ذلك في رواية أبي مخنف التي قدمنا إسنادها قال. لما صالح الحسن معاوية اعتزل قيس بن سعد في أربعة آلاف وأبى ان يبايع فلما بايع الحسن ادخل قيس بن سعد ليبايع. قال أبو مخنف في حديثه. فأقبل على الحسن فقال. انا في حل من بيعتك قال. نعم قال.
فألقى لقيس كرسي وجلس معاوية على سريره فقال له معاوية. أتبايع يا قيس؟ قال نعم فوضع يده على فخذه ولم يمدها إلى معاوية فجثا معاوية على سريره واكب على قيس حتى مسح يده على يده فما رفع قيس إليه يده.
حدثني أبو عبيد قال. حدثنا فضل المصري قال. حدثنا شريح بن يونس قال. حدثنا أبو حفص الابار عن إسماعيل بن عبد الرحمن: ان معاوية أمر الحسن ان يخطب لما سلم الامر إليه وظن أن سيحصر فقال في خطبته: إنما الخليفة من سار بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وليس الخليفة من سار بالجور ذلك ملك ملك ملكا يمتع به قليلا ثم تنقطع لذته وتبقى تبعته: (وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين).
قال: وانصرف الحسن رضي الله عنه إلى المدينة فأقام بها وأراد معاوية البيعة