* (عيسى بن زيد بن علي) * وممن توارى منهم في هذه الأيام فمات متواريا: عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ويكنى أبا يحيى. وأمه أم ولد، ولد في الوقت الذي أشخص فيه أبوه زيد ابن علي إلى هشام بن عبد الملك، وكانت أم عيسى بن زيد معه في طريقه، فنزل ديرا للنصارى ووافق نزوله إياه ليلة الميلاد، وضربها المخاض هنالك فولدته له تلك الليلة وسماه أبو عيسى باسم المسيح عيسى بن مريم - صلوات الله عليهما -.
حدثني بذلك محمد بن سعيد، قال حدثنا بذلك محمد بن منصور، عن أحمد ابن عيسى بن زيد.
وشهد عيسى مع محمد بن عبد الله بن الحسن وأخيه إبراهيم حربهما.
واختلف في سبب تواريه، فقيل إنه أنكر على إبراهيم بن عبد الله أنه كبر على جنازة أربعا ففارقه، وقيل بل ثبت معه حتى قتل ثم توارى بعد ذلك.
أخبرنا يحيى بن علي، وأحمد بن عبد العزيز، قالا: حدثنا عمر بن شبة قال:
حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن أبي الكرام قال: صلى إبراهيم على جنازة بالبصرة وكبر عليها أربعا فقال له عيسى بن زيد: لم نقصت واحدة وقد عرفت تكبير أهل بيتك؟ فقال: هذا اجمع لهم، ونحن إلى اجتماعهم محتاجون، وليس في تكبيرة تركتها ضرر إن شاء الله، ففارقه عيسى واعتزل. وبلغ ذلك أبو جعفر فأرسل إلى عيسى يبذل له ما سأل على أن يخذل الزيدية عن إبراهيم، فلم يتم الامر بينهما حتى قتل إبراهيم، فاستخفى عيسى فقيل لأبي جعفر: ألا تطلبه. فقال: لا والله.