خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٣ - الصفحة ٢٠١
مخصوص بوجه الفدية، دون غيرها من وجوه القربة، فدخلت هذه (الواو) للفائدة التي ذكرناها من نفي التفصيل بعد الجملة فاما من استشهد على زيادة (الواو) ها هنا بقوله تعالى في الانعام: * (وليكون من الموقنين) * (1) وقدر أن (الواو) هناك زائدة، فليس الامر على ما قدره، لان (الواو) هناك عاطفة على محذوف في التقدير، فكأنه تعالى قال: * (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض) * لضروب من العبر * (وليكون من الموقنين) *.
فإن قال قائل: قد وردت في القرآن آيات تدل على أن نفي القبول منهم لما لو قدروا عليه لبذلوه، إنما هو في الافتداء من العذاب لا غيره، فوجب أن يكون ذلك أيضا في هذه الآية التي نحن في تأويلها مختصا بهذا الوجه دون وجه الصدقة، والقربة، فيصح أن (الواو) هنا زائدة.
فمن الآيات المشار إليها قوله تعالى في المائدة: * (إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم) * (2).
ومنها أيضا قوله تعالى في الرعد: * (للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الأرض بيعا ومثله معه لافتدوا به) * (3).
قيل له: قد ورد أيضا في القرآن ما يدل على نفي القبول منهم لما يبذلونه على وجوه القرب والصدقات فمن ذلك قوله تعالى في براءة: * (قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم إنكم كنتم قوما فاسقين * وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا

(١) الانعام ٦: ٧٥.
(٢) المائدة ٥: ٣٦.
(٣) الرعد ١٣: 18.
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»