شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٥ - الصفحة ٦
كانت به وقعة مشهورة بينه (عليه السلام) وبين أهل الشام (إذ أقبل شيخ فجثا بين يديه» جثا كدعا جلس على ركبتيه (ثم قال له: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن مسيرنا) أي عن سيرنا (إلى أهل الشام أبقضاء وقدر) لعل المراد بالقدر تقدير ذلك المسير (1) في الأزل كما وكيفا وزمانا وتعبا إلى غير ذلك من الامور الناشئة فيه، والمراد بالقضاء الحكم بتحققه (فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): أجل) أجل بالتحريك وسكون اللام من حروف التصديق (يا شيخ ما علوتم تلعة» هي ما ارتفع من الأرض (ولا هبطتم بطن واد) هو ما انخفض من الأرض (إلا بقضاء من الله وقدر، فقال له الشيخ عند الله أحتسب عنائي يا أمير المؤمنين) أي أعد العناء والتعب وما أوجبه أعني السير والحركة من أفعال الله تعالى حتى لا يكون لي شيء من الأجر إذ لا معنى لأجر شخص بفعل غيره وهذا الكلام يحتمل الاستفهام والإخبار (فقال له: مه يا شيخ) مه كلمة بنيت على السكون وهو اسم سمي به الفعل ومعناه أكفف نفسك عن هذا الكلام، وفي كتاب عيون أخبار الرضا (عليه السلام) فقال: مهلا يا شيخ. (فوالله) صدر بالقسم مع أنه صادق مصدق لسان الحق للمبالغة في التصديق بما يقول ولاقتضاء المقام إياه (لقد عظم الله لكم الأجر) هذا يرد قول من قال الأجر بإزاء ما ليس باختيار كالأمراض والبلايا وإنما المقابل للاختيار هو الثواب (في مسيركم وأنتم سائرون، وفي مقامكم وأنتم مقيمون، وفي منصرفكم وأنتم منصرفون) الأظهر أن المسير والمقام والمنصرف اسم الزمان أو المكان لا مصدر ميمي ليصون الكلام عن التكرار ولما أومأ إلى أن سيرهم ونحوه كان باختيارهم بإثبات لازمه الذي هو الأجر صرح بعدم كونهم مجبورين على ذلك بقوله (ولم تكونوا في شيء من حالاتكم) وهي السير والإقامة والأنصراف وغيرها (مكرهين ولا إليه مضطرين) لعل الإكراه أشد من الاضطرار فلذلك نفاه بعد نفي الإكراه (فقال له الشيخ) على سبيل الاستعلام والتفهم دون الإنكار والتعنت (وكيف لم نكن في شيء من حالاتنا مكرهين ولا إليه مضطرين وكان بالقضاء والقدر مسيرنا

1 - قوله «المراد بالقدر تقدير ذلك المسير» وهذا الاصطلاح في القدر والفرق بينه وبين القضاء بما ذكر مأخوذ من الشيخ أبي علي بن سينا ومن تبعه وهو قريب من المعنى اللغوي لأن القضاء: الحكم، والقدر: تعيين المقادير والخصوصيات والحدود وغير ذلك من التفاصيل والمأول للبداء بلوح المحو والأثبات على ما سبق يسمى ما في اللوح المحفوظ قضاء وما في لوح المحو والأثبات قدرا وروى عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه تنحى من جدار يريد أن ينقض فقيل: أتفر من قضاء الله؟ قال (عليه السلام): أفر من قضاء الله إلى قدره لأن في لوح القدر التغير والتجدد والتخلص من الآفة المقبلة أو المخاطرة بالنفس فيما يمكن التحفظ منه. (ش)
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين 3
2 باب الاستطاعة 38
3 باب البيان والتعريف ولزوم الحجة 47
4 باب اختلاف الحجة على عباده 57
5 باب حجج الله على خلقه 60
6 باب الهداية أنها من الله عز وجل 68
7 باب الاضطرار إلى الحجة 75
8 باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمة (عليهم السلام)) 108
9 باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدث 115
10 باب ان الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بامام 121
11 باب أن الأرض لا تخلو من حجة 122
12 باب أنه لو لم يبق في الأرض إلا رجلان لكان أحدهما الحجة 128
13 باب معرفة الإمام والرد اليه 130
14 باب فرض طاعة الأئمة 150
15 باب في أن الأئمة شهداء الله عز وجل على خلقه 162
16 باب ان الأئمة عليهم السلام هم الهداة 167
17 باب ان الأئمة عليهم السلام ولاة امر الله وخزنة علمه 169
18 باب أن الأئمة عليهم السلام خلفاء الله عز وجل في أرضه 174
19 وأبوابه التي منها يؤتى 174
20 باب أن الأئمة عليهم السلام نور الله عز وجل 177
21 باب ان الأئمة هم أركان الأرض 183
22 باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته 193
23 باب أن الأئمة (عليهم السلام) ولاة الامر وهو الناس المحسودون الذين ذكرهم الله عز وجل 252
24 باب أن الأئمة (عليهم السلام) هم العلامات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه 260
25 باب أن الآيات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) 262
26 باب ما فرض الله عز وجل ورسوله (صلى الله عليه وآله) من الكون مع الأئمة (عليهم السلام) 263
27 باب أن أهل الذكر الذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم الأئمة (عليهم السلام) 270
28 باب أن من وصفه الله تعالى في كتابه بالعلم هم الأئمة (عليهم السلام) 275
29 باب أن الراسخين في العلم هم الأئمة (عليهم السلام)) 277
30 باب أن الأئمة قد أوتوا العلم وأثبت في صدورهم 280
31 باب في أن من اصطفاه الله من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) 281
32 باب أن الأئمة في كتاب الله إمامان: إمام يدعو إلى الله وإمام يدعو إلى النار 283
33 باب [أن القرآن يهدي للإمام] 286
34 باب أن النعمة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه الأئمة (عليهم السلام) 287
35 باب أن المتوسمين الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) والسبيل فيهم مقيم 288
36 باب عرض الأعمال على النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) 291
37 باب أن الطريقة التي حث على الاستقامة عليها ولاية علي (عليه السلام) 293
38 باب ان الأئمة معدن العلم وشجرة النبوة ومختلف الملائكة 295
39 باب أن الأئمة (عليهم السلام) ورثة العلم، يرث بعضهم بعضا العلم 298
40 باب أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم 301
41 باب أن الأئمة (عليهم السلام) عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها 309
42 باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة (عليهم السلام) وانهم يعلمون علمه كله 312
43 باب ما أعطي الأئمة (عليهم السلام) من اسم الله الأعظم 317
44 باب ما عند الأئمة من آيات الأنبياء (عليهم السلام) 320
45 باب ما عند الأئمة من سلاح رسول الله عليه وآله ومتاعه 323
46 باب أن مثل سلاح رسول الله مثل التابوت في بني إسرائيل 333
47 باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام 334
48 باب في شأن إنا أنزلناه في ليلة القدر وتفسيرها 344
49 فهرس الآيات 354