شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٥ - الصفحة ٢٥١
واجتذب وهذا من هذا القبيل وزيادة البناء للدلالة على زيادة المبالغة في المعنى.
قوله: (وأنبأه فضل بيان علمه) هذا وما ذكره بعده إلى قوله: «وأحيا به» كالتأكيد للسابق.
قوله: (والضياء لأهل دينه) فإن الإمام نور من نور رب العالمين به يستضيء أهل الدين بل أهل السماوات والأرضين ولولاه لوقعوا في ظلمة التحير والضلالة ورتعوا في مرعى البدعة والجهالة.
قوله: (واسترعاه لدينه) يعني جعله راعيا أي واليا حافظا لدينه وحقوقه فحفظه يقال استرعاه لشيء فرعاه من رعيته رعاية بمعنى حفظته، والراعي منه بمعنى الوالي الحافظ أو جعله راعيا لأهل دينه من رعيت الإبل بمعنى أرسلتها إلى مرعاها على سبيل التشبيه، وعلى التقديرين استفعل هنا بمعنى فعل نحو قر واستقر والزيادة للتأكيد لا للطلب كما في قوله تعالى: (فاستجاب لهم ربهم) إذ الطلب لا يستلزم الحصول.
قوله: (وأحيا به مناهج سبيله وفرائضه وحدوده) المراد بإحيائه هذه الأمور بسبب الإمام بيانها وإيضاحها للخلق وإرشادهم إليها وإقامتها على سبيل التشبيه والاستعارة التبعية.
قوله: (عند تحير أهل الجهل وتحير أهل الجدل) أريد بالأول صاحب الجهل المركب وكلاهما في مقام التحير وإن كان التحير في الثاني أبلغ وأشد. والجار أعني قوله «بالنور الساطع والشفاء النافع» متعلق بمقام أو بالعدل والباء إما للاستعانة أو للسبية والأول ناظر إلى الأول والثاني إلى الثاني لأن النور الساطع وهو العلم اللامع المرتفع ضوءه كالصبح أنسب بالجهل ورفع ظلمته والشفاء النافع وهو البرهان القاطع أنسب بالجدل ورفع بدعته.
قوله: (بالحق الأبلج) أي الحق الواضح الذي لا يشتبه على أحد بدل لقوله «بالنور الساطع» أو حال عنه أي متلبسا ذلك النور بالحق الأبلج وقوله «والبيان من كل مخرج» بدل لقوله «والشفاء النافع» أو حال عنه، والمراد بكل مخرج كل موضع يخرج منه الحق عند اشتباهه للقاصرين.
وقوله: (على طريق المنهج) متعلق بقام والإضافة للبيان والمراد به طريق الحق لأنه طريق واضح لأرباب العرفان.
قوله: (فليس يجهل من لم يعرف حق هذا العالم) وجهل به، ثلاثة أصناف أشار إليها على الترتيب لأنه إما أن يقتصر على الجهل به ولم يجحده أو ضم إليه الجحد والإنكار، والأول هو الشقي الذي خلاف السعيد لأن بخته لم يساعده على معرفته، والثاني إما أن يقتصر على الجحد أو يضم معه الصد عنه والزجر عن الرجوع إليه والأول هو الغوي وهو الضال، أعني من ترك سبيل الحق وسلك غيره، والثاني هو الجري على الله ومحاربه ومن ههنا علم أن الأول صاحب الجهل البسيط والأخيرين صاحبا الجهل المركب، وأن كل لاحق أخص من السابق.
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 257 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين 3
2 باب الاستطاعة 38
3 باب البيان والتعريف ولزوم الحجة 47
4 باب اختلاف الحجة على عباده 57
5 باب حجج الله على خلقه 60
6 باب الهداية أنها من الله عز وجل 68
7 باب الاضطرار إلى الحجة 75
8 باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمة (عليهم السلام)) 108
9 باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدث 115
10 باب ان الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بامام 121
11 باب أن الأرض لا تخلو من حجة 122
12 باب أنه لو لم يبق في الأرض إلا رجلان لكان أحدهما الحجة 128
13 باب معرفة الإمام والرد اليه 130
14 باب فرض طاعة الأئمة 150
15 باب في أن الأئمة شهداء الله عز وجل على خلقه 162
16 باب ان الأئمة عليهم السلام هم الهداة 167
17 باب ان الأئمة عليهم السلام ولاة امر الله وخزنة علمه 169
18 باب أن الأئمة عليهم السلام خلفاء الله عز وجل في أرضه 174
19 وأبوابه التي منها يؤتى 174
20 باب أن الأئمة عليهم السلام نور الله عز وجل 177
21 باب ان الأئمة هم أركان الأرض 183
22 باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته 193
23 باب أن الأئمة (عليهم السلام) ولاة الامر وهو الناس المحسودون الذين ذكرهم الله عز وجل 252
24 باب أن الأئمة (عليهم السلام) هم العلامات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه 260
25 باب أن الآيات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) 262
26 باب ما فرض الله عز وجل ورسوله (صلى الله عليه وآله) من الكون مع الأئمة (عليهم السلام) 263
27 باب أن أهل الذكر الذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم الأئمة (عليهم السلام) 270
28 باب أن من وصفه الله تعالى في كتابه بالعلم هم الأئمة (عليهم السلام) 275
29 باب أن الراسخين في العلم هم الأئمة (عليهم السلام)) 277
30 باب أن الأئمة قد أوتوا العلم وأثبت في صدورهم 280
31 باب في أن من اصطفاه الله من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) 281
32 باب أن الأئمة في كتاب الله إمامان: إمام يدعو إلى الله وإمام يدعو إلى النار 283
33 باب [أن القرآن يهدي للإمام] 286
34 باب أن النعمة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه الأئمة (عليهم السلام) 287
35 باب أن المتوسمين الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) والسبيل فيهم مقيم 288
36 باب عرض الأعمال على النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) 291
37 باب أن الطريقة التي حث على الاستقامة عليها ولاية علي (عليه السلام) 293
38 باب ان الأئمة معدن العلم وشجرة النبوة ومختلف الملائكة 295
39 باب أن الأئمة (عليهم السلام) ورثة العلم، يرث بعضهم بعضا العلم 298
40 باب أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم 301
41 باب أن الأئمة (عليهم السلام) عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها 309
42 باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة (عليهم السلام) وانهم يعلمون علمه كله 312
43 باب ما أعطي الأئمة (عليهم السلام) من اسم الله الأعظم 317
44 باب ما عند الأئمة من آيات الأنبياء (عليهم السلام) 320
45 باب ما عند الأئمة من سلاح رسول الله عليه وآله ومتاعه 323
46 باب أن مثل سلاح رسول الله مثل التابوت في بني إسرائيل 333
47 باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام 334
48 باب في شأن إنا أنزلناه في ليلة القدر وتفسيرها 344
49 فهرس الآيات 354