شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٤ - الصفحة ٨٣
يشاركهم في الاطلاع عليها والنجوى اسم من النجو وهو السر بين اثنين يقال نجوته نجوا أي ساررته قيل: إنما ذكر الثلاثة دون الاثنين مع أن الاثنين أقل عدد يقع فيه التناجي; لأن الله وتر يحب الوتر، والثلاثة أول الأوتار التي يقع فيه التناجي ولذلك قال بعده ولا خمسة إلا هو سادسهم ثم عمم لدفع توهم الاختصاص بقوله (ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا وهو معهم).
* الأصل:
5 - عنه، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن (عمر) ابن أذينة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم) فقال: هو واحد وأحدي الذات، بائن من خلقه، وبذاك وصف نفسه وهو بكل شيء محيط بالإشراف والإحاطة والقدرة. لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر بالإحاطة والعلم لا بالذات، لأن الأماكن محدودة تحويها حدود أربعة فإذا كان بالذات لزمها الحواية.
* الشرح:
(عنه، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن (عمر) ابن أذينة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله (وما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم) قيل لتوضيح الاستثناء: إن النجوى مؤول بالمتناجين، وثلاثة صفة لها، وقيل غير ذلك (فقال (عليه السلام): هو واحد واحدي الذات) ليس له شريك ولا نظير ولا جزء مادي ولا صوري (1)

1 - قوله: «لا جزء مادي ولا صوري» ما ذكره الشارح دقيق صحيح ولكن الأوضح في معنى العبارة أن يقال في دفع وهم من يظن أنه تعالى متمكن في مكان ومتحيز في حيز: إنه تعالى لو كان مع كل ثلاثة وكل خمسة لزم كونه في زمان واحد في أمكنة متعددة مع أنه واحد يتطرق إليه الكثرة فليس معنى كونه في كل مكان التمكن الجسماني. (ش)
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»
الفهرست