شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٤ - الصفحة ٧٨
وإليهم أقرب من حبل الوريد، يسمع كلامهم ويرى أشخاصهم ويعلم أسرارهم، فقال ابن أبي العوجاء: أهو في كل مكان؟ أليس إذا كان في السماء كيف يكون في الأرض؟ وإذا كان في الأرض كيف يكون في السماء؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إنما وصفت المخلوق الذي إذا انتقل عن مكان اشتغل به مكان وخلا منه مكان فلا يدري في المكان الذي صار إليه ما يحدث في المكان الذي كان فيه فأما الله العظيم الشأن الملك الديان فلا يخلو منه مكان ولا يشتغل به مكان ولا يكون إلى مكان أقرب منه إلى مكان.
* الشرح:
(وعنه عن محمد بن أبي عبد الله) ليس للضمير مرجع ظاهر وقيل: هو إما راجع إلى محمد بن أبي عبد الله مثل السابق، وقوله عن محمد بن أبي عبد الله بدل لقوله «عنه» وبيان له، أو راجع إلى المصنف، والكلام من تلامذته (عن محمد بن إسماعيل عن داود بن عبد الله) لم يذكره العلامة في الخلاصة وقيل: هو أبو سليمان داود بن عبد الله الذي روى عن القاسم بن حمزة بن القاسم العلوي عن محمد بن إسماعيل البرمكي عنه (عن عمرو بن محمد) قيل: هو عمرو بن محمد الأسدي من رجال الكاظم (عليه السلام) (عن عيسى بن يونس) لم يذكره العلامة في الخلاصة، وقيل: هو عيسى بن يونس بن عيسى بن حميد الشاكري الكوفي من رجال الصادق (عليه السلام)، وفي بعض النسخ «عن عمرو عن محمد بن عيسى بن يونس» بلفظة «عن» بعد عمرو بدل «ابن» وبلفظ «ابن» بعد «محمد» بدل «عن». وعمرو هو عمرو بن عثمان الثقفي الخزاز (قال: قال ابن أبي العوجاء لأبي عبد الله (عليه السلام) في بعض ما كان يحاوره) المحاورة والتحاور التجاوب يقال كلمته فما أحار لي جوابا واستحاره أي استنطقه (ذكرت الله فأحلت على غائب) وتلك المحاورة ما نقله الشيخ الطبرسي في كتاب الاحتجاج أن ابن أبي العوجاء قدم مكة متمردا وإنكارا على من يحج فأتى أبا عبد الله (عليه السلام) فجلس إليه في جماعة من نظرائه فقال: يا أبا عبد الله إن المجالس بالأمانات ولا بد لكل من به سعال أن يسعل أفتأذن في الكلام؟
فقال: تكلم فقال: إلى كم تدوسون هذا البيدر؟ وتلوذون بهذا الحجر؟ وتعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب والمدر؟ وتهرولون حوله هرولة البعير إذا نفر؟ إن من فكر هذا علم أن هذا فعل أسسه غير حكيم ولا ذي نظر، فقل فإنك رأس هذا الأمر وسنامه وأبوك أسه ونظامه، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إن من أضله الله وأعمى قلبه استوخم الحق ولم يشغل به وصار الشيطان وليه، يورده مناهل الهلكة ثم لا يصدره، وهذا بيت استعبد الله به عباده ليختبر طاعتهم في إتيانه فحثهم على تعظيمه وزيارته وجعله محل أوليائه وأنبيائه وقبلة للمصلين له فهو شعبة من رضوانه وطريق يؤدي
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»
الفهرست