الذكور من الآية والرواية عنده تعالى لأنه من المتشابهات التي لا يستقل بتأويلها عقول البشر ولا يعلمها إلا الراسخون في العلم بتوفيق إلهي (وهو المقدر له بما هو أحسن تقديرا) والمفسر له بما هو أتقن تفسيرا والمعبر عنه بما هو أفضل تعبيرا بالوحي إلى الأنبياء والالهام للأوصياء أما الآية فسيجيء تأويلها في الأخبار الآتية، وأما الرواية فقد أولت بأن المراد أنه ينزل ملك بأمر ربه فأعطى الآمر حكم المأمور، ومثل هذا التأويل في الآيات والروايات غير قليل، ثم أشار إلى أنه تعالى ليس له موضع دون موضع ولا اختصاص له بمكان دون مكان لئلا يلاقيه الهواء ولا يحيط ولا يقع التشبيه كما ذكره بعض الموالي بقوله (واعلم أنه إذا كان في السماء الدنيا فهو كما هو على العرش) نبه بذلك على نفي التحيز عنه وعدم الظرفية له إذ من كان نسبته إلى جميع الأمكنة سواء لا يكون له مكان لاستحالة ذلك في المتحيز.
(والأشياء كلها له سواء علما وقدرة وملكا وإحاطة) نبه بذلك على أن كونه فيهما ليس إلا المحيط بهما وجريان قدرته عليهما ونفاذ حكمه فيهما وإحاطة تصرفه بهما، وإن خطر ببالك شيء فانظر إلى عقلك اللطيف فإنه إذا لم يكن له مع تدنسه بغواشي الإمكان موضع معين تقول: هو هناك دون غيره من المواضع فجناب الحق المقدس عنها أولى بعدم الحاجة إلى مكان معين (وعنه عن محمد بن جعفر الكوفي، عن محمد بن عيسى مثله) أي مثل هذا الحديث في السؤال والجواب بلا تفاوت. (في قوله تعالى: (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) (وفي قوله) عطف على الحركة والانتقال فهو من كلام المصنف كسائر عنوان أبواب الكتاب أي باب الحركة والانتقال، وفي تفسير قوله تعالى (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) (1) أي يجعلهم أربعة من حيث أنه