يسبحونه ويقدسونه ويهللونه ويمجدونه، ثم خلق ما شاء كيف شاء من الملائكة وغيرهم، وفوض تعليمهم للمعرفة والتوحيد والعبادة إلى محمد وآله الطاهرين، فهم معلمو الملائكة (1) ومن دونهم في ذلك الوقت وهم أيضا أول القائلين ب (بلى) عند أخذ الميثاق ب (ألست بربكم)، ثم بإقرارهم وتعليمهم أقر من أقر، وهم أيضا أول العارفين وأول العابدين وأول الموحدين بعد ظهورهم في ديجور الإمكان وتعلق أرواحهم المطهرة بأبدانهم المقدسة إذ كان الناس كلهم عند ذلك جهالا سالكين لتيه الضلالة والغواية، ثم بنور هدايتهم وحد الله وعرفه وعبده من أخذت يده العناية الأزلية (ومحمد حجاب الله تبارك وتعالى) أشار إلى أن سلوك سبيل الله تعالى لا يمكن إلا بالتوسل بمحمد (صلى الله عليه وآله) (2) لأنه حجاب الله المرشد إلى كيفية سلوك طريقه الموصل إليه والمبين لمراحله
(٢٣٢)