هذه الخصال كلها من أجناد العقل إلا في نبي أو وصي نبي أو مؤمن قد آمتحن الله قلبه للايمان، وأما سائر ذلك من موالينا فإن أحدهم لا يخلو من أن يكون فيه بعض هذه الجنود حتى يستكمل وينقى من جنود الجهل فعند ذلك يكون في الدرجة العليا مع الأنبياء والأوصياء وإنما يدرك ذلك بمعرفة العقل وجنوده وبمجانبة الجهل وجنوده، وفقنا الله وإياكم لطاعته ومرضاته».
* الشرح:
(عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد; عن علي بن حديد) ضعفه الشيخ في كتابي الحديث وقال: لا يعول على ما ينفرد بنقله وقال الكشي: قال نصر بن الصباح، إنه فطحي من أهل الكوفة وكان أدرك الرضا (عليه السلام) وروى عن أبي جعفر وأبي الحسن (عليهم السلام) ما دل على مدحه وجواز الصلاة خلفه والأخذ بقوله ولكن حكم بعض أصحابنا بضعف هذه الرواية (عن سماعة بن مهران) فطحى ثقة روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) وأبي الحسن (عليه السلام) وما قيل: من أنه مات في حياة أبي عبد الله (عليه السلام) فهو غلط لأنه يروي كثيرا عن أبي الحسن (عليه السلام) (قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) وعنده جماعة من مواليه فجرى ذكر العقل والجهل فقال أبو عبد الله (عليه السلام) اعرفوا العقل وجنده) أي أعوانه وأنصاره وفيه مكنية وتخييلية (والجهل وجنده تهتدوا) مجزوم بالشرط المقدر ولعل المراد بالمعرفة المعرفة مع اختيار جنود العقل لأن الهداية لا تحصل إلا بهما (قال سماعة: فقلت: جعلت فداك) الفداء إذا كسر أوله يمد ويقصر وإذا فتح فهو مقصور، وعن المبرد المفاداة أن تدفع رجلا وتأخذ رجلا والفداء أن تشتريه وقيل: هما بمعنى.
(لا نعرف إلا ما عرفتنا فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الله خلق العقل وهو أول خلق من الروحانيين) الجار والمجرور إن كان خبرا بعد خبر أي هو أول خلق وهو من الروحانيين فأفاد الكلام أن العقل يعني الجوهر المجرد الإنساني (1) أول المبدعات ومقدم على غيره من الممكنات كلها في الفطرة