شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١ - الصفحة ١٩٨
* الأصل:
13 - «علي بن محمد، عن سهل بن زياد رفعه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
العقل غطاء ستير، والفضل جمال ظاهر، فاستر خلل خلقك بفضلك، وقاتل هواك بعقلك، تسلم لك المودة، وتظهر لك المحبة».
* الشرح:
(علي بن محمد عن سهل بن زياد رفعه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): العقل غطاء ستير) العقل جوهر مجرد له مراتب متفاوتة في النقص والكمال باعتبار التفاوت في العلم والعمل والكشف حتى يبلغ غاية الكمال التي تختص بعقول الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام)، والمراد بالعقل هنا نوعه في ضمن أي صنف وجد غير الصنف الذي هو في غاية الكمال سواء كان من جهة المكاشفة أو من جهة الاكتساب بقرينة أن هذا الصنف لا يحصل إلا بعد قتل مشتهيات النفس وهواها. والغطاء كالكساء ما يغطى ويستر به مثل الثوب ونحوه وسمي العقل غطاء على سبيل التشبيه لأنه يستر المقابح الظاهرة والمفاسد الفاضحة والعيوب الباطنة بالمدافعة والممانعة، ووصفه بستير بمعنى ساتر على سبيل الكشف والايضاح أو بمعنى مستور لأن العقل جوهر مجرد مستور عن الحواس لا يدرك إلا بشئ من آثاره وأحواله كما أشار إليه بقوله (والفضل جمال ظاهر) والمراد بالفضل إما جنوده الآتية مثل الرأفة والرحمة والعفة وأمثالها ووجه ظهورها ظاهر، وإما ما حصل له من العلوم الحقيقية والمعارف اليقينية والأخلاق النفسانية وظهوره إما لأنه يظهر في بعض الأوقات بالتعليم والتفهيم، أو لأن أكثره حصل من طرق الحواس ولما كان مقتضى العقل هو القرب من الخالق وتحصيل المحبة والإلف بالمخلوق وتكميل المودة ليتم له سعادة الدارين ونظام النشأتين ومقتضى النفس ضده أعني الميل إلى أنواع المشتهيات وأنواع المستلذات ولو بالغلبة الموجبة لعداوة الخالق والمخلوق وكان بينهما تدافع وتعارض وكان لكل منهما ممد ومعين، أما معين العقل فهو العلوم والمعارف وما أعطى له من الأخلاق والأعمال المرضية وهي جنوده الآتية،
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»
الفهرست