شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١ - الصفحة ١١٣
قراءة عاصم ويعقوب وابن عامر على تأويل ما ذكر (ونفضل) بالنون في القراءة المشهورة وبالياء في قراءة حمزة والكسائي (بعضها على بعض في الأكل) أي في الثمر شكلا وقدرا ورايحة وطعما كما هو المشاهد (إن في ذلك) المذكور (لايات لقوم يعقلون) أي يستعملون عقولهم السليمة عن شوائب النقص بالتفكر فيها ويستدلون بها على وجود الصانع الحكيم القادر المختار، فان من تفكر في تلك الأشجار المختلفة في الهيئة والمقدار وخروجها من الأرض واغتذائها من أجزاء أرضية ونموها وفي أوراقها المشتملة على العروق الصغار والكبار لاستقامة الحجم ووصول الغذاء إلى جميع الأجزاء وفي أثمارها حين كونها بمنزلة الأجنة في بطونها ثم خروجها بعد استكمال المواد واستقرارها على رؤس الأغصان وانضياف ما ينميها آنا فآنا إليها من المنافذ الضيقة إلى وقت بلوغها حد الكمال لمنافع الناس وغيرهم وفي اختلاف أنواعها وأصنافها وأشكالها وأقدارها وروايحها وطعومها وفي أن الطبيعة الأرضية مع اتحادها وعدم شعورها لا يمكن اسناد هذه الأمور إليها وكذا الطبيعة المائية، وفي الأوضاع الفلكية والاتصالات الكوكبية وتأثيرات الأجرام السماوية نسبتها إليها متساوية متشابهة سيما القطعات المتجاورات علم أن ذلك من تدبير عليم بصير وقدير حكيم خبير يتعلق قدرته بجميع الممكنات ويحيط علمه بكيفية نظام جميع الكائنات فيوجب كلا منها على أحسن وجه وأكمله على حسب الإرادة والاختيار وقال (ومن آياته يريكم البرق) الفعل مصدر بتقدير «أن» أو صفة لمحذوف أي آية يريكم بها البرق (خوفا) من الصاعقة أو تخريب المنازل والزروع أو من المسافرة ونحوها (وطمعا) في الغيث والنبات وسقي الزروع وغير ذلك ونصبهما على العلة لفعل لازم للفعل المذكور فإن إرائتهم يستلزم رؤيتهم أو لفعل مذكور بتقدير مضاف أي إرإة خوف وطمع أو بتأويل الخوف والطمع بالإخافة والأطماع، وعلى التقادير يتحد فاعلهما وفاعل عاملهما أو على الحال مثل كلمته شفاها. وأما البرق آية من آياته فإما لأن البخار الممتزج مع الدخان إذا وصل إلى الكرة الزمهريرية يحتبس فيما بين السحاب فيميل إلى السفل للثقل وغلبة البرد أو العلو لبقاء سخونته وزيادة لطافته فيمزق السحاب تمزيقا عنيفا فيحصل الرعد ويشتعل الدخان بالتسخين الحاصل من المصاكة العنيفة فأن كان لطيفا ينطفي سريعا وهو البرق وإن كان كثيفا لا ينطفي حتى يصل إلى الأرض وهو الصاعقة أو لأن السحاب فيه كثافة ولطافة بالنسبة إلى الهواء والماء وإذا هبت ريح قوية تخرقه بعنف فيحدث صوت الرعد ويخرج منه النار للمصادمة بينهما كما تخرج من ضرب الحديد على الحجر ولا خفاء في أن خروج البرق الذي هو نار محرقة من السحاب الرطب المشتمل على الماء لأي سبب كان دل على وجود الصانع الذي رتب المسببات على أسبابها وآية من آياته. ونقل عن العترة
(١١٣)
مفاتيح البحث: الأكل (1)، الضرب (1)، الخوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست