عصر، فإن كان لكل عصر فالعصر الذي كان علي عليه السلام قائما فيه من كان مخلفا فينا؟
هل كان الحسن والحسين هما المرادين بهذا القول أو علي عليه السلام؟ فإن قال قائل: إنه الحسن والحسين عليهما السلام أوجب أنهما كانا في وقت مضي النبي صلى الله عليه وآله أعلم من أبيهما عليهم السلام وخرج من لسان الأمة (1)، وإن قال: إن النبي صلى الله عليه وآله أراد بهذا وقتا دون وقت أجاز على نفسه أن يكون أراد بعض العترة دون البعض لأنه ليس الوقت الذي يدعيه خصمنا أحق بما ندعيه فيه من قول غيره ولا بد من أن يكون النبي صلى الله عليه وآله عم بقوله التخليف لكل الاعصار والدهور أو خص، فإن كان عم فالعصر الذي قام فيه علي بن أبي طالب عليه السلام قد أوجب أن يكون من عترته، اللهم إلا أن يقال: إنه ظلم إذ كان بحضرته من ولده من هو أعلم منه، وهذا لا يقول به مسلم ولا يجيزه على رسول الله صلى الله عليه وآله مؤمن، وكان مرادنا بإيراد قول النبي صلى الله عليه وآله: " إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " في هذا الباب إثبات اتصال أمر حجج الله عليهم السلام إلى يوم القيامة وأن القرآن لا يخلو من حجة مقترن إليه من الأئمة الذين هم العترة عليهم السلام يعلم حكمه إلى يوم القيامة لقوله صلى الله عليه وآله: " لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " وهكذا قوله صلى الله عليه وآله: " إن مثلهم كمثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة " تصديق لقولنا " إن الأرض لا تخلو من حجة الله على خلقه ظاهر مشهور أو خاف مغمور لئلا تبطل حجج الله عز وجل وبيناته، وقد بين النبي صلى الله عليه وآله من العترة المقرونة إلى كتاب الله عز وجل في الخبر الذي:
حدثنا به أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا الحسن بن علي السكري، عن محمد بن زكريا الجوهري، عن محمد بن عمارة، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كهاتين