أمير المؤمنين عليه السلام وصى رسول الله صلى الله عليه وآله مع عائشة بنت أبي بكر، وإيجاب غسل الأنبياء أوصيائهم بعد وفاتهم.
حدثنا علي بن أحمد الدقاق - رحمه الله - قال: حدثنا حمزة بن القاسم قال:
حدثنا أبو الحسن علي بن الجنيد الرازي قال: حدثنا أبو عوانة قال: حدثنا الحسن ابن علي (1)، عن عبد الرزاق، عن أبيه، عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الله بن مسعود قال: قلت للنبي عليه السلام: يا رسول الله من يغسلك إذا مت؟ قال:
يغسل كل نبي وصيه، قلت: فمن وصيك يا رسول الله؟ قال: علي بن أبي طالب قلت: كم يعيش بعدك يا رسول الله؟ قال: ثلاثين سنة، فان يوشع بن نون وصى موسى عاش بعد موسى ثلاثين سنة، وخرجت عليه صفراء بنت شعيب زوجة موسى عليه السلام فقالت:
أنا أحق منك بالامر فقاتلها فقتل مقاتليها وأسرها فأحسن أسرها، وأن ابنة أبى بكر ستخرج على علي في كذا وكذا ألفا من أمتي فتقاتلها فيقتل مقاتليها ويأسرها فيحسن أسرها، وفيها أنزل الله عز وجل: " وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى " (2) يعنى صفراء بنت شعيب، فهذا الشكل قد ثبت بين الأئمة والأنبياء بالاسم والصفة والنعت والفعل، وكل ما كان جائزا في الأنبياء فهو جائز يجري في الأئمة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة، ولو جاز أن تجحد إمامة صاحب زماننا هذا لغيبته بعد وجود من تقدمه من الأئمة عليهم السلام لوجب أن تدفع نبوة موسى بن عمران عليه السلام لغيبته إذ لم يكن كل الأنبياء كذلك، فلما لم تسقط نبوة موسى لغيبته وصحت