به موسى بن جعفر، قال: ما عنى بها غير أهلها (1)، ثم عض على شفتيه وقال: مثل هذا حي ويبقى لي ملكي ساعة واحدة؟! فوالله للسان هذا أبلغ في قلوب الناس من مائة ألف سيف، وعلم يحيى أن هشاما قد اني (2) فدخل الستر فقال: يا عباسي ويحك من هذا الرجال فقال: يا أمير المؤمنين حسبك تكفى تكفى، ثم خرج إلى هشام فغمزه، فلم هشام أنه قد أتي فقام يريهم أنه يبول أو يقضي حاجة فلبس نعليه وانسل ومر ببيته وأمرهم بالتواري وهرب ومر من فوره نحو الكوفة فوافى الكوفة ونزل على بشير النبال - وكان من حملة الحديث من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام - فأخبره الخبر، ثم اعتل علة شديدة فقال له البشير: آتيك بطبيب؟ قال:
لا أنا ميت، فلما حضره الموت قال لبشير: إذا فرغت من جهازي فاحملني في جوف الليل وضعني بالكناسة واكتب رقعة وقل: هذا هشام بن الحكم الذي يطلبه أمير المؤمنين، مات حتف أنفه.
وكان هارون قد بعث إلى إخوانه وأصحابه فأخذ الخلق به، فلما أصبح أهل الكوفة رأوه، وحضر القاضي وصاحب المعونة والعامل و المعدلون بالكوفة، وكتب إلى الرشيد بذلك، فقال: الحمد لله الذي كفانا أمره فخلى عمن كان اخذ به.
* * * 6 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أبي أحمد محمد بن زياد الأزدي قال: سألت سيدي موسى بن جعفر عليهما السلام عن قول الله عز وجل: " وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة " (3) فقال عليه السلام: النعمة الظاهرة الامام الظاهر، والباطنة الامام الغائب، فقلت له: و يكون في الأئمة من يغيب؟ قال: نعم يغيب عن أبصار الناس شخصه، ولا يغيب عن