أمير المؤمنين عليه السلام لقد حكمت على بالجور وما بهذا امرك الله تعالى فقال لها يا سلفع يا مهيع يا قردع بل حكمت عليك بالحق الذي علمته فلما سمعت عنه هذا الكلام ولت هاربة ولم ترد عليه جوابها فاتبعها عمرو بن حريث فقال لها والله يا أمة الله لقد سمعت منك اليوم عجبا وسمعت أمير المؤمنين عليه السلام قال لك قولا فقمت من عنده هاربة ما رددت عليه حرفا فاخبريني عافاك الله الذي ما قال لك حتى لم تقدري ان تردين عليه حرفا قالت يا عبد الله لقد اخبرني بأمر ما يطلع عليه الا الله تبارك وتعالى وانا وما قمت من عنده الا مخافة ان يخبرني بأعظم مما رماني به فصبرت على واحدة كان أجمل من أن اصبر على واحدة بعدها أخرى فقال لها عمرو فاخبريني عافاك الله ما الذي قال لك قالت يا عبد الله أنه قال لي ما أكره وبعد فإنه قبيح ان يعلم الرجل ما في النساء من العيوب فقال لها والله ما تعرفني ولا أعرفك لعلك لا تراني ولا أراك بعد يومى هذا فقال عمرو فلما رأتني قد ألححت عليها قال اما قوله بي يا سلفح فوالله ما كذب على انى لا أحيض من حيث تحيض النساء واما قوله يا مهيع فانى والله صاحبة النساء وما انا بصاحبة الرجال واما قوله يا قردع فانى المخربة بيت زوجي وما أبقى عليه فقال لها ويحك ما علمه بهذا تراه ساحرا أو كاهنا أو مخدوما أخبرك بما فيك وهذا علم كثير (1) فقالت له بئس ما قلت له يا عبد الله ليس هو بساحر ولا كاهن ولا مخدوم ولكنه من أهل بيت النبوة وهو وصى رسول الله صلى الله عليه وآله ووارثه وهو يخبر الناس بما القى إليه رسول الله صلى الله عليه وآله ولكنه حجة الله على هذا الخلق بعد نبينا قال واقبل عمرو بن حريث إلى مجلسه فقال له أمير المؤمنين يا عمرو بما استحلك ان ترميني بما رميتني به قال اما والله لقد كانت المرأة أحسن قولا في منك ولاقفن انا وأنت من الله موقفا فانظر كيف تخلص من الله فقال يا أمير المؤمنين عليه السلام انا تائب إلى الله واليك مما كان فاغفر لي غفر الله لك فقال لا والله لا اغفر لك هذا الذنب ابدا حتى أقف انا وأنت بين يدي من لا يظلمك شيئا.
(هامش) (1) كبير، هكذا في البحار.