نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٤ - الصفحة ٨٦
ومن استشعر الشعف بها ملأت ضميره أشجانا (1) لهن رقص على سويداء قلبه (2) هم يشغله وهم يحزنه، كذلك حتى يؤخذ بكظمه فيلقى بالقضاء (3). منقطعا أبهراه هينا على الله فناؤه وعلى الإخوان إلقاؤه (4)، وإنما ينظر المؤمن إلى الدنيا بعين الاعتبار. ويقتات منها ببطن الاضطرار (5). ويسمع فيها بأذن المقت والأبغاض. إن قيل أثرى قيل أكدى (6). وإن فرح له بالبقاء حزن له بالفناء. هذا ولم يأتهم يوم فيه يبلسون (7) 368 - وقال عليه السلام: إن الله سبحانه وضع الثواب على طاعته والعقاب على معصيته ذيادة لعباده عن نقمته (8) وحياشة لهم إلى جنته (9)
____________________
الاستحسان أعمت عينيه عن الحق (1) الشعف بالعين محركة: الولوع وشدة التعلق. والأشجان: الأحزان (2) رقص بالفتح وبالتحريك: حركة واثب.
وسويداء القلب: حبته. ولهن أي للأشجان، فهي تلعب بقلبه (3) الكظم محركة: مخرج النفس، أي حتى يخنقه الموت فيطرح بالقضاء. والأبهران:
وريدا العنق. وانقطاعهما كناية عن الهلاك (4) إلقاؤه: طرحه في قبره (5) أي يأخذ من القوت ما يكفي بطن المضطر وهو ما يزيل الضرورة (6) بيان لحال الإنسان في الدنيا فلا يقال فلان أثرى أي استغنى حتى يسمع بعد مدة بأنه أكدى أي افتقر وصف لقلب الحال (7) أبلس: يئس وتحير. يوم الحيرة: يوم القيامة (8) ذيادة بالذال أي منعا لهم عن المعاصي الجالبة للنقم (9) حياشة: من حاش الصيد جاءه من حواليه ليصرفه إلى الحبالة ويسوقه إليها ليصيده أي سوقا إلى جنته
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب المختار من حكم أمير المؤمنين عليه السلام ومواعظه 3
2 جواب لمن سأله عن الايمان وفيه الايمان وشعبه والكفر وشعبه 7
3 ما قاله لدهاقين الأنبار عندما ترجلوا له واشتدوا بين يديه 10
4 وصايا لابنه الحسن في حفظ أربع وأربع 11
5 ما قاله في لسان العاقل والأحمق 11
6 كلام قاله المريض في عاقبة المرض 12
7 ما اخبر ضرار عنه في مخاطبة الدنيا 16
8 ومن كلام له في القدر. 17
9 وصية له بخمسة أشياء 18
10 لا يقولن أحدكم اللهم أعوذ بك من الفتنة 20
11 وصف حال بعض الأزمان 23
12 وصف الزاهدين رواه عنه نوف البكالي 23
13 حالات قلب الانسان. لقد علق بنياط هذا الانسان الخ 25
14 لا مال أعود عن العقل الخ 26
15 لا نسب الاسلام الخ 29
16 خطاب لأهل القبور وكلام عندما سمع رجلا يذم الدنيا 30
17 ومن كلام له قاله لكميل بن زياد في العلم والعلماء وهو من اجل الكلام 36
18 وعظه لرجل سأله أن يعظه وهي من أفضل العظات 38
19 وصف الغوغاء 45
20 الجود حارس الاعراض الخ 48
21 بيان لحكمة الله في أصول الفرائض وكبائر المحظورات 55
22 فصل في بيان كلمات غريبة جاءت في كلامه كرم الله وجهه 57
23 ومن كلام له في وصف أخ في الله كان له وهو من أجمل الأوصاف 69
24 تعزيته للأشعث عن ولده 70
25 ومن كلام له لجابر الأنصاري في أن قوام الدنيا بأربعة 88
26 ومن كلام له في وجوب تغيير المنكر بقدر الاستطاعة وهو في جملتين 89
27 ومن كلام له لقائل بحضرته استغفر الله وفيه معنى الاستغفار وهو حقيقته 97