اللهوف في قتلى الطفوف - السيد ابن طاووس - الصفحة ٩٢
وجوههن وضربن خدود هن ودعون بالويل والثبور وبكى الرجال ونتفوا لحاهم فلم ير باكية أكثر من ذلك اليوم.
ثم إن زين العابدين عليه السلام أوما إلى الناس أن اسكتوا فسكتوا، فقام قائما فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم صلى عليه ثم قال أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أعرفه بنفسي أنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنا ابن من انتهكت حرمته وسلبت نعمته وانتهب ماله وسبى عياله، أنا ابن المذبوح بشط الفرات من غير ذحل ولا ترات أنا ابن من قتل صبرا، وكفى بذلك فخرا، أيها الناس فأنشدكم الله هل تعلمون إنكم كتبتم إلى أبى وخدعتموه وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق والبيعة وقاتلتموه فتبا لما قدمتم لأنفسكم وسوءة لرأيكم بأية عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله عليه اله وسلم إذ يقول لكم قتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي فلستم من أمتي.
قال الراوي فارتفعت الأصوات من كل ناحية ويقول بعضهم لبعض هلكتم وما تعلمون فقال عليه السلام رحم الله امرءا قبل نصيحتي وحفظ وصيتي في الله وفى رسوله وأهل بيته فإن لنا في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسوة حسنة فقالوا: بأجمعهم نحن كلنا يا ابن رسول الله سامعون
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»
الفهرست