اللهوف في قتلى الطفوف - السيد ابن طاووس - الصفحة ٩٥
والتي لم تمت في منامها، فقال ابن زياد: ألك جرأة على جوابي إذهبوا به فاضربوا عنقه فسمعت به عمته زينب فقالت: يا بن زياد إنك لم تبق منا أحدا فإن كنت عزمت على قتله فاقتلني معه، فقال علي عليه السلام لعمته أسكتي يا عمة حتى أكلمه ثم أقبل، فقال: أبا لقتل تهددني يا ابن زياد أما علمت أن القتل لنا عادة وكرامتنا الشهادة.
ثم أمر ابن زياد بعلي بن الحسين عليه السلام وأهله فحملوا إلى دار جنب المسجد الأعظم، فقالت زينب بنت علي عليه السلام لا تدخلن عربية إلا أم ولد أو مملوكة فإنهن سبين كما سبينا ثم أمر ابن زياد برأس الحسين عليه السلام فطيف به في سكك الكوفة ويحق لي أن أتمثل هنا بأبيات لبعض ذوي العقول يرثى بها قتيلا من آل الرسول.
رأس ابن بنت محمد ووصية * للناظرين على قناة يرفع والمسلمون بمنظر وبمسمع * لا منكر منهم ولا متفجع كحلت بمنظرك العيون عماية * وأصم رزئك كل أذن تسمع أيقظت أجفانا وكنت لها كرى * وأنمت عينا لم يكن بك تهجع ما روضة إلا تمنت إنها * لك حفرة ولحظ قبرك مضجع قال الراوي: ثم إن ابن زياد صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال في بعض كلامه: الحمد لله الذي أظهر
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»
الفهرست