اللهوف في قتلى الطفوف - السيد ابن طاووس - الصفحة ٨٨
يبكون وقد وضعوا أيديهم في أفواههم، ورأيت شيخا وافقا إلى جنبي يبكى اخضلت لحيته وهو يقول:
بأبي أنتم وأمي كهولكم خير الكهول وشبابكم خير الشباب ونسائكم خير النساء ونسلكم خير نسل لا يخزى ولا يبزى.
وروى زيد بن موسى قال: حدثني أبي عن جدي عليهم السلام قال: خطبت فاطمة الصغرى بعد أن وردت من كربلاء فقالت الحمد لله عدد الرمل والحصا وزنة العرش إلى الثرى، أحمده وأومن به وأتوكل عليه وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وإن أولاده ذبحوا بشط الفرات بغير ذحل ولا ترات اللهم إني أعوذ بك أن أفترى عليك بالكذب أو أن أقول عليك خلاف ما أنزلت عليه من أخذ العهود لوصيه علي بن أبي طالب عليه السلام المسلوب حقه المقتول من غير ذنب كما قتل ولده بالأمس في بيت من بيوت الله فيه معشر مسلمة بألسنتهم تعسا لرؤوسهم ما دفعت عنه ضيما في حياته ولا عند مماته حتى قبضته إليك محمود النقيبة طيب العريكة معروف المناقب مشهور المذاهب لم تأخذه فيك اللهم لومة لائم ولا عذاب عاذل هديته اللهم للاسلام صغيرا وحمدت مناقبه كبيرا ولم يزل
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»
الفهرست