تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤٢٣
أي من بعد ما عذبوا المؤمنين كالحضرمي اكره مولاه جبرا حتى ارتد ثم اسلم وهاجر * (ثم جاهدوا وصبروا) * على الجهاد وما أصابهم من المشاق * (إن ربك من بعدها) * من بعد الهجرة والجهاد والصبر * (لغفور) * لما فعلوا قبل * (رحيم) * منعم عليهم مجازاة على ما صنعوا بعد * (يوم تأتي كل نفس) * منصوب ب * (رحيم) * أو باذكر * (تجادل عن نفسها) * تجادل عن ذاتها وتسعى في خلاصها لا يهمها شأن غيرها فتقول نفسي نفسي * (وتوفى كل نفس ما عملت) * جزاء ما عملت * (وهم لا يظلمون) * لا ينقصون أجورهم * (وضرب الله مثلا قرية) * أي جعلها مثلا لكل قوم أنعم الله عليهم فأبطرتهم النعمة فكفروا فأنزل الله بهم نقمته أو لمكة * (كانت آمنة مطمئنة) * لا يزعج أهلها خوف * (يأتيها رزقها) * أقواتها * (رغدا) * واسعا * (من كل مكان) * من نواحيها * (فكفرت بأنعم الله) * بنعمه جمع نعة على ترك الاعتداد بالتاء كدرح وأدرع أو جمع نعم كبؤس وأبؤس * (فأذاقها الله لباس الجوع والخوف) * استعار الذوق لإدراك اثر الضرر واللباس لما غشيهم واشتمل عليهم من الجوع والخوف وأوقع الإذاقة عليه بالنظر إلى المستعار له كقول كثير (غمر الرداء إذا تبسم ضاحكا علقت لضحكته رقاب المال) فإنه استعار الرداء للمعروف لأنه يصون عرض صاحبه صون الرداء لما يلقى عليه وأضاف إليه الغمر الذي هو وصف المعروف والنوال لا وصف الرداء نظرا إلى المستعار له وقد ينظر إلى المستعار كقوله (ينا زعني ردائي عبد عمر رويدك يا أخا عمرو بن بكر) (لي الشطر الذي ملكت يميني ودونك فاعتجز منه بشطر) استعار الرداء لسيفه ثم قال فاعتجر نظرا إلى المستعار * (بما كانوا يصنعون) * بصنيعهم * (ولقد جاءهم رسول منهم) * يعني محمدا صلى الله عليه وسلم والضمير لأهل مكة عاد إلى ذكرهم بعد ما ذكر مثلهم * (فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون) * أي حال التباسهم بالظلم والعذاب ما أصابهم من الجدب الشديد أو وقعة بدر
(٤٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 418 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 ... » »»