تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤٢٤
* (فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا) * أمرهم بأكل ما أحل الله لهم وشكر ما أنعم عليهم بعدما زجرهم عن الكفر وهددهم عليه بما ذكر من التمثيل والعذاب الذي حل بهم صدا لهم عن صنيع الجاهلية ومذاهبها الفاسدة * (واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون) * تطيعون أو إن صح زعمكم انكم تقصدون بعبادة الالهة عبادته * (إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم) * لما أمرهم بتناول ما أحل لهم عدد عليهم محرماته ليعلم أن ما عداها حل لهم ثم اكد ذلك بالنهي عن التحريم والتحليل بأهوائهم فقال * (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام) * كما قالوما * (ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا) * الآية ومقتضى سياق الكلام وتصدير الجملة بإنما حصر المحرمات في الأجناس الأربعة إلا ما ضم إليه دليل كالسباع والحمر الأهلية وانتصاب * (الكذب) * ب * (لا تقولوا) * و * (هذا حلال وهذا حرام) * بدل منه أو متعلق بتصف على إرادة القول أي ولا تقولوا الكذب لما تصفه ألسنتكم فتقولوا هذا حلال وهذا حرام أو مفعول * (لا تقولوا) * و * (الكذب) * منتصب ب * (تصف) * وما مصدرية أي ولا تقولوا هذا حلال وهذا حرام لوصف ألسنتكم الكذب أي لا تحرموا ولا تحللوا بمجرد قول تنطق به ألسنتكم من غير دليل ووصف ألسنتهم الكذب مبالغة في وصف كلامهم بالكذب كأن حقيقة الكذب كانت مجهولة وألسنتكم تصفها وتعرفها بكلامهم هذا ولذلك عدد من تصحيح الكلام كقولهم وجهها يصف الجمال وعينها تصف السحر وقرئ * (الكذب) * بالجر بدلا من * (ما) * و * (الكذب) * جمع كذوب أو كذاب بالرفع صفة للألسنة وبالنصب على الذم أو بمعنى الكلم الكواذب * (لتفتروا على الله الكذب) * تعليل لا يتضمن الغرض * (إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) * لما كان المفتري يفتري لتحصيل مطلوب نفي عنهم الفلاح وبينه بقوله * (متاع قليل) * أي ما يفترون لأجله أو ما هم فيه منفعة قليلة تنقطع عن قريب * (ولهم عذاب أليم) * في الآخرة * (وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك) * أي في سورة الأنعام في قوله * (وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر) * * (من قبل) * متعلق ب * (قصصنا) * أو ب
(٤٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 429 ... » »»