تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤٢٦
للاستفادة ويقتدون بسيرته كقوله * (إني جاعلك للناس إماما) * * (قانتا لله) * مطيعا له قائما بأوامره * (حنيفا) * مائلا عن الباطل * (ولم يك من المشركين) * كما زعموا فإن قريشا كانوا يزعمون أنهم على ملة إبراهيم * (شاكرا لأنعمه) * ذكر بلفظ القلة للتنبيه على أنه كان لا يخل بشكر النعم القليلة فكيف بالكثيرة * (اجتباه) * للنبوة * (وهداه إلى صراط مستقيم) * في الدعوة إلى الله * (وآتيناه في الدنيا حسنة) * بأن حببه إلى الناس حتى أن أرباب الملل يتولونه ويثنون عليه ورزقه أولادا طيبة وعمرا طويلا في السعة والطاعة * (وإنه في الآخرة لمن الصالحين) * لمن أهل الجنة كما سأله بقوله * (وألحقني بالصالحين) * * (ثم أوحينا إليك) * يا محمد و * (ثم) * إما لتعظيمه والتنبيه على أن أجل ما أوتي إبراهيم اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ملته أو لتراخي أيامه * (أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا) * في التوحيد والدعوة إليه بالرفق وإيراد الدلائل مرة بعد أخرى والمجادلة مع كل أحد على حسب فهمه * (وما كان من المشركين) * بل كان قدوة الموحدين * (إنما جعل السبت) * تعظيم السبت أو التخلي فيه للعبادة * (على الذين اختلفوا فيه) * أي على نبيهم وهم اليهود أمرهم موسى صلى الله عليه وسلم أن يتفرغوا للعبادة يوم الجمعة فأبوا وقالوا نريد يوم السبت لأنه تعالى فرغ فيه من خلق السماوات والأرض فألزمهم الله السبت وشدد الأمر عليهم وقيل معناه إنما جعل وبال السبت وهو المسخ على الذين اختلفوا فيه فأحلوا الصيد فيه تارة وحرموه أخرى واحتالوا له الحيل وذكرهم هنا لتهديد المشركين كذكر القرية التي كفرت بأنعم الله * (وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) * بالمجازاة على الاختلاف أو بمجازاة كل فريق بما يستحقه * (ادع) * من بعثت إليهم * (إلى سبيل ربك) * إلى الإسلام * (بالحكمة) * بالمقالة المحكمة وهو الدليل الموضح للحق المزيح للشبهة * (والموعظة الحسنة) * الخطابات المقنعة والعبر النافعة فالأولى لدعوة خواص الأمة الطالبين للحقائق والثانية لدعوة عوامهم * (وجادلهم) * وجادل معانديهم * (بالتي هي أحسن) * بالطريقة التي هي أحسن طرق المجادلة من الرفق واللين وإيثار الوجه الأيسر والمقدمات التي هي أشهر فإن ذلك
(٤٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 ... » »»