تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤٣٤
منكم ثم قال يا يحيى قد علم ربي وربك ما أصاب قومك من اجلك فاهدأ بإذن الله تعالى قبل أن لا ابقي أحدا منهم فهدأ * (عسى ربكم أن يرحمكم) * بعد المرة الآخرة * (وإن عدتم) * نوبة أخرى * (عدنا) * مرة ثالثة إلى عقوبتكم وقد عادوا بتكذيب محمد صلى الله عليه وسلم وقصد قتله فعاد الله تعالى بتسليطه عليهم فقتل قريظة واجلى بني النضير وضرب الجزية على الباقين هذا لهم في الدنيا * (وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا) * محبسا لا يقدرون على الخروج منها ابد الآباد وقيل بساطا كما يبسط الحصير * (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) * للحالة أو الطريقة التي هي أقوم الحالات أو الطلاق * (ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا) * وقرأ حمزة والكسائي * (ويبشر) * بالتخفيف * (وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة اعتدنا لهم عذابا أليما) * عطف على * (أن لهم أجرا كبيرا) * والمعنى انه يبشر المؤمنين ببشارتين ثوابهم وعقاب أعدائهم أو على * (يبشر) * بإضمار يخبر * (ويدع الإنسان بالشر) * ويدعو الله تعالى عند غضبه بالشر على نفسه وأهله وماله أو يدعوه بما حسبه خيرا وهو شر * (دعاءه بالخير) * مثل دعائه بالخير * (وكان الإنسان عجولا) * يسارع إلى كل ما يخطر بباله لا ينظر عاقبته وقيل المراد آدم عليه الصلاة والسلام فإنه لما انتهى الروح إلى سرته ذهب لينهض فسقط روي أنه عليه السلام دفع أسيرا إلى سودة بنت زمعة فحرمته لانينه فأخرت كتافه فهرب فدعا عليها بقطع اليد ثم ندم فقال عليه السلام اللهم إنما أنا بشر فمن دعوت عليه فاجعل دعائي رحمة له فنزلت ويجوز أن يريد بالانسان الكافر وبالدعاء استعجاله بالعذاب استهزاء كقول النضر بن
(٤٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 429 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 ... » »»