حكما * (والله أعلم بما ينزل) * من المصالح فلعل ما يكون مصلحة في وقت يصير مفسدة بعده فينسخه وما لا يكون مصلحة حينئذ يكون مصلحة الآن فيثبته مكانه وقرأ ابن كثير وأبو عمرو * (ينزل) * بالتخفيف * (قالوا) * أي الكفرة * (إنما أنت مفتر) * متقول على الله تأمر بشيء ثم يبدو لك فتنهى عنه وجواب * (إذا) * * (والله أعلم بما ينزل) * اعتراض لتوبيخ الكفار على قولهم والتنبيه على فساد سندهم ويجوز أن يكون حالا * (بل أكثرهم لا يعلمون) * حكمة الأحكام ولا يميزون الخطأ من الصواب * (قل نزله روح القدس) * يعني جبريل صلى الله عليه وسلم وإضافة الروح إلى القدس وهو الطهر كقولهم حاتم الجود وقرأ ابن كثير * (روح القدس) * بالتخفيف وفي * (ينزل) * و * (نزله) * تنبيه على أن إنزاله مدرجا على حسب المصالح بما يقتضي التبديل * (من ربك بالحق) * ملتبسا بالحكمة * (ليثبت الذين آمنوا) * ليثبت الله الذين آمنوا على الإيمان بأنه كلامه وأنهم إذا سمعوا الناسخ وتدبروا ما فيه من رعاية الصلاح والحكمة رسخت عقائدهم واطمأنت قلوبهم * (وهدى وبشرى للمسلمين) * المنقادين لحكمه وهما معطوفان على محل * (ليثبت) * أي تثبيتا وهداية وبشارة وفيه تعريض بحصول أضداد ذلك لغيرهم وقرئ * (ليثبت) * بالتخفيف * (ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر) * يعنون جبرا الرومي غلام عامر بن الحضرمي وقيل جبرا ويسارا كانا يصنعان السيوف بمكة ويقرآن التوراة والإنجيل وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يمر عليهما ويسمع ما يقرآنه وقيل عائشا غلام حويطب بن عبد العزى قد أسلم وكان صاحب كتب وقيل سلمان الفارسي * ( لسان الذي يلحدون إليه أعجمي) * لغة الرجل الذي يميلون قولهم عن الاستقامة إليه مأخوذ من لحد القبر وقرأ حمزة والكسائي يلحدون بفتح الياء والحاء لسان أعجمي غير بين * (وهذا) * وهذا القرآن * (لسان عربي مبين) * ذو بيان وفصاحة والجملتان مستأنفتان لإبطال طعنهم وتقريره يحتمل وجهين أحدهما أن ما سمعه منه كلام أعجمي لا يفهمه هو ولا أنتم والقرآن عربي تفهمونه بأدنى
(٤٢٠)