تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤١٨
بقوم لكثرتكم وقلتهم أو لكثرة منابذتهم وقوتهم كقريش فإنهم كانوا إذا رأوا شوكة في أعادي حلفائهم نقضوا عهدهم وحالفوا أعداءهم * (إنما يبلوكم الله به) * الضمير لأن تكون أمة لأنه بمعنى المصدر أي يختبركم بكونهم أربى لينظر أتتمسكون بحبل الوفاء بعهد الله وبيعة رسوله أم تغترون بكثرة قريش وشوكتهم وقلة المؤمنين وضعفهم وقيل الضمير للرياء وقيل للأمر بالوفاء * (وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون) * إذا جازاكم على أعمالكم بالثواب والعقاب * (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة) * متفقة على الإسلام * (ولكن يضل من يشاء) * بالخذلان * (ويهدي من يشاء) * بالتوفيق * (ولتسألن عما كنتم تعملون) * سؤال تبكيت ومجازاة * (ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم) * تصريح بالنهي عنه بعد التضمين تأكيدا ومبالغة في قبح المنهي * (فتزل قدم) * أي عن محجة الإسلام * (بعد ثبوتها) * عليها والمراد أقدامهم وإنما وحد ونكر للدلالة على أن زلل قدم واحدة عظيم فكيف بأقدام كثيرة * (وتذوقوا السوء) * العذاب في الدنيا * (بما صددتم عن سبيل الله) * بصدكم عن الوفاء أو صدكم غيركم عنه فإن من نقض البيعة وارتد جعل ذلك سنة لغيره * (ولكم عذاب عظيم) * في الآخرة * (ولا تشتروا بعهد الله) * ولا تستبدلوا عهد الله وبيعة رسوله صلى الله عليه وسلم * (ثمنا قليلا) * عرضا يسيرا وهو ما كانت قريش يعدون لضعفاء المسلمين ويشترطون لهم على الارتداد * (إنما عند الله) * من النصر والتغنيم في الدنيا والثواب في الآخرة * (هو خير لكم) * مما يعدونكم * (إن كنتم تعلمون) * إن كنتم من أهل العلم والتمييز * (ما عندكم) * من أعراض الدنيا * (ينفد) * ينقضي ويفنى * (وما عند الله) * من خزائن رحمته * (باق) * لا ينفذ وهو تعليل للحكم السابق ودليل على أن نعيم أهل الجنة باق * (ولنجزين الذين صبروا أجرهم) * على الفاقة وأذى الكفار أو على مشاق التكاليف وقرأ ابن كثير وعاصم بالنون * (بأحسن ما كانوا يعملون) * بما يرجع فعله من أعمالهم كالواجبات والمندوبات أو بجزاء أحسن من أعمالهم * (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى) * بينه بالنوعين دفعا للتخصيص * (وهو مؤمن) * إذ
(٤١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 ... » »»