الأحكام - الإمام يحيى بن الحسين - ج ٢ - الصفحة ٤٦٠
مخيفا للظالمين مؤمنا للمؤمنين لا يأمن الفاسقين ولا يأمنونه بل يطلبهم ويطلبونه قد باينهم وباينوه وناصبهم وناصبوه فهم له خائفون وعلى هلاكه جاهدون يبغيهم الغوايل ويدعو إلى جهادهم القبائل متشردا عنهم خائفا منهم لا تردعه ولا تهوله الأخواف ولا يمنعه عن الاجتهاد عليهم كثرة الارجاف شمري مشمر، مجتهد غير مقصر فمن كان كذلك من ذرية السبطين الحسن والحسين عليهما السلام فهو الإمام المفترضة طاعته الواجبة على الأمة نصرته ومن قصر عن ذلك ولم ينصب نفسه ويشهر سيفه ويباين الظالمين ويباينوه ويبين أمره ويرفع رايته لتكمل الحجة لربه على جميع خلقه بما يظهر لهم من حسن سيرته وظاهر ما يبدو لهم من سريرته فيجب بذلك على الأمة المهاجرة إليه والمصابرة معه ولديه فمن فعل ذلك من الأمة من بعدما أبان لهم صاحبهم نفسه وقصد ربه وشهر سيفه وكشف بالمباينة للظالمين رأسه فقد أدى إلى الله فرضه ومن قصر في ذلك كانت الحجة لله عليه قائمة ساطعة منيرة بينة قاطعة ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم.
باب القول فيما ثبتت به الإمامة للامام قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: تثبت الإمامة للامام وتجب له على جميع الأنام بتثبيت الله لها فيه وجعله إياها له وذلك فإنما يكون من الله إليه إذا كانت الشروط المتقدمة التي ذكرناها فيه فمن كان من أولئك كذلك فقد حكم اله له بذلك رضي بذلك الخلق أم سخطوا قال: وليس تثبت الإمامة بالناس للامام كما يقول أهل الجهل من الأنام إن الإمامة بزعمهم إنما تثبت للامام برضى بعضهم وهذا فأحول المحال وأسمج ما يقال به من المقال بل الإمامة تثبت بتثبيت الرحمن لمن ثبتها فيه وحكم بها له من الانسان رضي المخلوقون أم سخطوا شاءوا ذلك
(٤٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 454 455 456 457 459 460 461 462 463 464 465 ... » »»
الفهرست