فكان الآذان معلوما، والافتتاح فبين مفهوم، والتكبير فمسموع بين البرهان، والقراءة في
صلاة الليل فمجهور فيها بأبين البيان، (٣٨) وكان التسبيح مخافتا به على كل - الحالات في السجدات من
الصلاة والركعات، والتسليم فظاهر مسموع غير مسر به ولا مكتوم، وحده عند الأمة كلها معروف بذلك مفهوم، فلما أن عرفنا جميع ما يتكلم به للصلاة وفيها ويدعون الداعون إليها لم نجد شيئا مما يتكلم به لها وفيها يخافت به إلا التسبيح فقط والافتتاح، وقد قيل إنه لا يضيق على المفتتح أن يجهر بالافتتاح ووجدنا النداء يجهر به والتكبير والقراءة والتسليم ولم نجد التسبيح أبدا إلا مخافتا به، سنة فيه ماضية وعليه من
الرسول صلى الله عليه وآله جارية ثم وجدنا
الرسول صلى الله عليه وآله قد خافت في الركعتين الآخرتين فعلمنا، أنما روي لنا من التسبيح عنه فيهما حق من كلتا الجهتين: جهة الرواية عن
الثقاة من آل الرسول وجهة ما تبين لنا في العقول لأنه خافت فيهما بقوله ولا يخافت في
الصلاة الا بالتسبيح كما يخافت به في
الركوع والسجود فوجدنا التسبيح مخافتا به أبدا راكعا وساجدا ووجدناه صلى الله عليه وآله قد خافت في بعض الركعات فعلمنا أنه قد قال: فيهما ما يقول في
الركوع والسجود مما يخافت به من التسبيح للواحد المعبود، فهذا إلى قوله سبحانه:
﴿أقم الصلاة لذكرى﴾ (39) يريد أقم
الصلاة بذكرى وأفضل الذكر بعد القراءة ما اختاره من التسبيح الواحد الرحمن. وهو ما روي عن
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رحمة الله عليه أنه كان يسبح به في الآخرتين، وهو سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، يقول ذلك ثلاث مرات
فكل ذلك يصح لنا به