العروة الوثقى - السيد محمد صادق الروحاني - ج ١ - الصفحة ٢٣٥
للدنيا، وليس للتشييع حد معين، والأولى أن يكون إلى الدفن، ودونه إلى الصلاة عليه، والاخبار في فضله كثيرة، ففي بعضها: أول - تحفة للمؤمن في قبره غفرانه وغفران من شيعه. وفي بعضها، من شيع مؤمنا لكل قدم يكتب له مائة الف حسنة ويمحى عنه مائة الف سيئة ويرفع له مائة الف درجة، وان صلي عليه يشيعه حين موته مائة الف ملك يستغفرون له، إلى أن يبعث. وفي آخر: من مشى مع جنازة حتى صلى عليها له قيراط من الاجر وان صبر إلى دفنه له قيراطان، والقيراط مقدار جبل أحد. وفي بعض الأخبار: يوجر بمقدار ما مشى معها. واما آدابه فهي أمور: أحدها - ان يقول إذا نظر إلى الجنازة: (إنا لله وإنا إليه راجعون، الله أكبر، هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله، اللهم زدنا ايمانا وتسليما، الحمد لله الذي تعزز بالقدرة وقهر العباد بالموت). وهذا لا يختص بالمشيع بل يستحب بكل من نظر إلى الجنازة، كما أنه يستحب له مطلقا أن يقول: الحمد لله الذي لم يجعلني من السواد المخترم.
الثاني - ان يقول حين حمل الجنازة بسم الله وبالله وصلى الله على محمد وآله محمد، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات. الثالث - ان يمشي بل يكره الركوب الا لعذر، نعم لا يكره في الرجوع. الرابع - ان يحملوها على أكتافهم لا على الحيوان الا لعذر كبعد المسافة. الخامس - ان يكون المشيع خاشعا متفكرا متصورا انه هو المحمول ويسأل الرجوع إلى الدنيا فأجيب. السادس - ان يمشى خلف الجنازة أو طرفيها، ولا يمشى قدامها. والأول أفضل من الثاني، والظاهر كراهة الثالث خصوصا في جنازة غير المؤمن. السابع - ان يلقى عليها ثوب غير مزين. الثامن - ان يكون حاملوها أربعة. التاسع - تربيع الشخص الواحد بمعنى حمله جوانبها الأربعة، والأولى الابتداء بيمين الميت يضعه على عاتقه الأيمن، ثم مؤخرها الأيمن على عاتقه الأيمن ثم مؤخرها الأيسر على عاتقه الأيسر، ثم ينتقل إلى المقدم الأيسر واضعا له على العاتق الأيسر يدور عليها. العاشر - ان يكون صاحب المصيبة حافيا واضعا ردائه أو يغير زيه على وجه آخر، بحيث يعلم أنه صاحب المصيبة. ويكره أمور: أحدها -
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»